للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب لا يقال: السلام على الله

ــ

هذه الترجمة أتى بها المؤلف بصيغة النفي، وهو محتمل للكراهة والتحريم، لكن استدلاله بالحديث يقتضي أنه للتحريم وهو كذلك.

والسلام له عدة معان:

١ - التحية؛ كما قال: سلم على فلان، أي: حياه بالسلام.

٢ - السلامة من النقص والآفات، كقولنا: " السلام عليك أيها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ورحمة الله وبركاته ".

٣ - السلام: اسم من أسماء الله تعالى، قال تعالى: {الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ} [الحشر: ٢٣] .

قوله: «لا يقال السلام على الله» أي: لا تقل: السلام عليكم يا رب؛ لما يلي:

أ - أن مثل هذا الدعاء يوهم النقص في حقه، فتدعو الله أن يسلم نفسه من ذلك، إذ لا يدعى لشيء بالسلام من شيء إلا إذا كان قابلا أن يتصف به، والله - سبحانه - منزه عن صفات النقص.

ب - إذا دعوت الله أن يسلم نفسه، فقد خالفت الحقيقة؛ لأن الله يدعى ولا يدعى له، فهو غني عنا، لكن يثنى عليه بصفات الكمال مثل غفور، سميع، عليم....

ومناسبة الباب لتوحيد الصفات ظاهرة؛ لأن صفاته عليا كاملة كما أن أسمائه حسنى والدليل على أن صفاته عليا قوله تعالى

<<  <  ج: ص:  >  >>