للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعيدت في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضيين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار" (١) . ومن المعلوم أنه إن كان يمكن أن يرى سبيله إلى الجنة فليس بكافر.

ومن السنة: ما رواه مسلم في صحيحه من حديث جابر أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة " (٢) . فجعل ترك الصلاة فاصلاً بين الإيمان والكفر، ومن المعلوم أن الفاصل يخرج المفصول بعضه عن بعض ويقطع الاتصال نهائياً. فإما صلاة وإما كفر.

وكذلك قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " (٣) .ومن كلام الصحابة قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: " لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة " (٤) . والحظ هو النصيب، والحظ منفي هنا بلا النافية التي تمنع أي شيء من منفيها، فلاحظ قليل ولا كثير من الإسلام لتارك الصلاة.وكذلك قول عبد الله بن شقيق التابعي الثقة: " كان أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة " (٥) .وهذا حكاية إجماع.وقد حكى إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة إسحاق بن راهويه.


(١) تقدم تخريجه ص٧٨.
(٢) تقدم تخريجه ص٤٢.
(٣) تقدم تخريجه ص٤٢.
(٤) تقدم تخريجه ص٤٣.
(٥) تقدم تخريجه ص٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>