للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: "عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم" (١) أي بين قلوبكم كما في رواية لأبي داود (٢) فتوعدهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا لم يسووا صفوفهم أن يخالف الله بين قلوبهم، وقال النعمان بن بشير – رضي الله عنه -: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسوي – يعني الصفوف – إذا قمنا للصلاة فإذا استوينا كبر. رواه أبو داود (٣) ، وفي الموطأ – موطأ الإمام مالك بن أنس – أن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – كان يأمر بتسوية الصفوف فإذا جاؤوا فأخبروه أن الصفوف قد استوت كبر (٤) ، وكان قد وكل رجالاً بتسوية الصفوف. وقال مالك بن أبي عامر: كنت مع عثمان بن عفان فقامت الصلاة وأنا أكلمه يعني في حاجة حتى جاء رجال كان قد وكلهم بتسوية الصفوف فأخبروه أن الصفوف قد استوت فقال لي استوفي الصف ثم كبر (٥) .

فهذا عمل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعمل الخليفتين الراشدين عمر وعثمان – رضي الله عنهما – لا يكبرون للصلاة حتى تستوي الصفوف، وقد قال الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ) وإذا فرط في هذا الأمر من فرط من بعض أئمة المساجد فإن السنة أحق بالاتباع.

...


(١) رواه البخاري في الموضع السابق باب ٧١ تسوية الصفوف من قوله: "لتسون صفوفكم ... " (٧١٧"، ورواه مسلم بهذا اللفظ في الموضع السابق ح١٢٨ – (٤٣٦) .
(٢) رواه أبو داود في الصلاة، باب تسوية الصفوف ١/٤٣١ ح (٦٦٢) ، (٦٦٥) .
(٣) تقدم تخريجه ٤١.
(٤) رواه مالك في الصلاة، باب تسوية الصفوف ١/١٦٣ (٤٢٢) و (٤٢٣) .
(٥) تقدم تخريجه أعلاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>