للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأجاب فضيلته بقوله: الحمد لله رب العالمين وبعد:

فإن من المهم لطالب العلم خاصة أن يعرف الجمع بين النصوص التي ظاهرها التعارض، ليتمرن على الجمع بين الأدلة، ويتبين له عدم المعارضة؛ لأن شريعة الله لا تتعارض، فإنها من وحي الله عز وجل. ...

وكلام الله تبارك وتعالى، وما صح عن رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يتعارض، وما ذكره السائل من الأحاديث الأربعة التي قد يظهر منها التعارض فيما بينها فإن الجمع بينها – ولله الحمد – ممكن متيسر وذلك أن نحمل الحديثين الأخيرين "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة" (١) ، إن صح فإن بعض أهل العلم ضعفه، وقال: لا يصح عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأنه مرسل، فإن هذا العموم وهو قوله: "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة" يخصص بحديث الفاتحة: "لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن" (٢) . فتكون قراءة الإمام في ما عدا سورة الفاتحة له قراءة.

وكذلك قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا قرأ فأنصتوا" يحمل على ما عدا الفاتحة فيقال: إذا قرأ في غير الفاتحة وأنت قد قرأتها فأنصت له ولا تقرأ معه؛ لأن قراءة الإمام قراءة لك هذا هو الجمع بين الحديثين. والأخذ بالحديثين الأولين وهو "لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن" (٣) .


(١) تقدم تخريجه ص١٢٢.
(٢) رواه البخاري ومسلم وتقدم ص٧٣.
(٣) تقدم تخريجه ص٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>