للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد: فلا شك أنه ثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" (١) ، وأن هذا النفي نفي للصحة لا نفي للكمال كما يدل عليه حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم "من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج" (٢) وأن ذلك واجب في كل صلاة، وفي كل ركعة من الركعات لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للمسيء في صلاته حين ذكر له ما يفعل بالركعة من قراءة وغيرها قال: "ثم افعل ذلك في صلاتك كلها" (٣) .

وأنه لا فرق بين الإمام والمأموم والمنفرد لعموم الحديث، وأما الأحاديث الواردة في إخراج المأموم من ذلك فلا يصح الاستدلال بها إما لضعفها، وإما لضعف دلالتها على ذلك (٤) .

كما أن ظاهر الحديث أنه لا فرق بين أن تكون الصلاة جهرية سمع فيها المأموم قراءة الإمام الفاتحة، أم سرية لعموم الحديث، ولحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: صلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصبح فتفلتت عليه القراءة، فلما انصرف قال: "إني أراكم تقرءون


(١) متفق عليه وتقدم ص٧٣.
(٢) تقدم في ص١٢٠.
(٣) رواه البخاري في الأذان، باب وجوب القراءة للإمام والمأموم (٧٥٧) ، ومسلم في الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة (٣٩٧) .
(٤) تقدم تخريجها ص١٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>