للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تتضمن بيان أن رفع اليدين حال الدعاء من آداب الدعاء، وأسباب إجابته، ولاشك أن الأمر كما ذكرتم من أن رفع الأيدي حال الدعاء من آداب الدعاء، وأسباب إجابته للأحاديث الواردة في ذلك من قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفعله، هذا هو الأصل.

وقد تأملت في ذلك فظهر لي أن ذلك على أربعة أقسام:

الأول: ما ثبت فيه رفع اليدين بخصوصه كرفع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يديه في خطبة الجمعة حين قال: "اللهم أغثنا" (١) ، وحين قال: "اللهم حوالينا ولا علينا" (٢) .

الثاني: ما ثبت فيه عدم الرفع كالدعاء حال خطبة الجمعة بغير الاستسقاء، والاستصحاء، كما دل على ذلك ما رواه مسلم ٢/٥٩٥ عن حصين بن عبد الرحمن عن عمارة بن رؤيبة أنه رأى بشر بن مروان على المنبر رافعاً يديه فقال: "قبح الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما يزيد على أن يقول بيده هكذا، وأشار بإصبعه المسبحة" (٣) ، وفي رواية: "رأيت بشر بن مروان يوم جمعة يرفع يديه فقال عمارة" فذكر نحوه.

الثالث: ما كان ظاهر السنة فيه عدم الرفع، كالدعاء بين السجدتين، وفي آخر التشهد، فإن الظاهر فيهما عدم رفع اليدين


(١) متفق عليه من حديث أنس، فرواه البخاري في أثناء قصة في الاستسقاء باب ٦ – الاستسقاء في خطبة الجمعة غير مستقبل القبلة (١٠١٤) ، وكذلك مسلم في الاستسقاء باب ٢ – الدعاء في الاستسقاء ٢/٦١٢ ح٨ (٨٩٧) .
(٢) المرجع السابق.
(٣) رواه مسلم في الجمعة باب تخفيف الصلاة والخطبة ٢/٥٩٥ ح٣٥ (٨٧٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>