للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السهو من أجل هذا، فإنه يكون بعد السلام، ولا يكون قبله، بمعنى أنك تتشهد وتسلم ثم تسجد سجدتين وتسلم، هكذا فعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (حين صلى خمساً فكذروه بعد السلام فسجد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد السلام) (١) .

ولا يقال: إن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سجد بعد السلام، هنا ضرورة أنه لم يعلم إلا بعد السلام؛ لأننا نقول: لو كان الحكم يختلف عما فعل لقال لهم عليه الصلاة والسلام: إذا علمتم بالزيادة قبل أن تسلموا فاسجدوا لها قبل السلام، فلما أقر الأمر على ما كان عليه علم أن سجود السهود للزيادة يكون بعد السلام.

ويدل على ذلك أيضاً أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما سلم من ركعتين من صلاة الظهر أو العصر ثم ذكروه أتم صلاته، ثم سلم، ثم سجد سجدتين ثم سلم (٢) .

وذلك لأن السلام في أثناء الصلاة زيادة، فسجد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لها بعد السلام، وكما أن هذا مقتضى الأثر، فإنه مقتضى النظر أيضاً، فإنه إذا زاد في الصلاة وقلنا: يسجد للسهو قبل أن يسلم صار في الصلاة زيادتان، وإذا قلنا: إنه يسجد بعد السلام، صار فيها زيادة واحدة وقعت سهواً.

السبب الثاني: النقص، وهذا سجوده قبل السلام، مثل أن يقوم عن التشهد الأول ناسياً، أو أن ينسى أن يقول: "سبحان ربي الأعلى" في السجود، أو أن ينسى أن يقول: "سبحان ربي العظيم" في الركوع، فهذا يسجد قبل أن يسلم؛ لأن الصلاة نقصت بسبب


(١) هذا من حديث ابن مسعود المتفق عليه وتقدم تخريجه في ص١٥.
(٢) هذا من حديث أبي هريرة المتفق عليه وتقدم تخريجه في ص١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>