للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثال: القضاء للناس بالرزق الواسع والأمن والطمأنينة والهداية والنصر إلخ.

فهذا الخير في القضاء والمقضي.

وأما قضاؤه بالشر فهو خير في القضاء، شر في المقضي.

مثال ذلك: القحط وامتناع المطر، فهذا شر لكن قضاء الله به خير.

قال الله تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم: ٤١) .

فلهذا القضاء غاية حميدة، وهي: الرجوع إلى الله تعالى من معصيته إلى طاعته، فصار المقضي شراً، وصار القضاء خيراً.

"وقنا شر ما قضيت":

"ما" هنا اسم موصول، والمعنى أي شر الذي قضيته، فإن الله تعالى يقضي بالشر لحمة بالغة حميدة.

"إنك تقضي ولا يقضى عليك":

فالله تعالى يقضي على كل شيء؛ لأن له الحكم التام الشامل.

"ولا يقضى عليك":

فلا يقضي عليه أحد. فالعباد لا يحكمون على الله، والله يحكم عليهم، العباد يسألون عما عملوا، وهو سبحانه (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) (الانبياء: ٢٣) .

"إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت":

وهذا كالتعليل لقولنا فيما سبق: "وتولنا فيمن توليت" فإذا

<<  <  ج: ص:  >  >>