للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا الذي يقوم الناس بخمس، أو سبع، أو تسع فرداً، قد ينفر الناس ويشق عليهم.

فالإنسان إذا صلى وحده فيصلي ما شاء، وإذا صلى بالناس فلابد أن يراعي أحوال الناس؛ لأنه ولي أمر.

وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فأشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به" (١) .

فالإنسان الذي له ولاية على طائفة من الناس يجب أن يراعي الناس إذا كان إماماً فليخفف، ولكن ما ميزان التخفيف المطلوب؟

ميزانه هي صلاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولهذا قال أنس: "ما صليت وراء إمام قط أخف ولا أتم صلاة من صلاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (٢) ، فالتخفيف ليس ينقرها الإنسان نقر الغراب، ولكن أن يصلي كما كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي.

فما تقولون في رجل صلى بالناس صلاة العيد وقرأ في الركعة الأولى سورة (ق) وفي الركعة الثانية سورة (القمر) .

هل هذا مطول أو مخفف؟

هذا مخفف؛ لأن هذا من السنة، فمن السنة أن تقرأ في صلاة العيد بسورة (ق) في الركعة الأولى، وسورة (القمر) في الركة الثانية وأحياناً بسبح والغاشية، وفي الجمعة أحياناً بسبح والغاشية


(١) رواه مسلم في كتاب الإمارة، باب: فضيلة الإمام العادل ح١٨ (١٨٢٨) .
(٢) رواه البخاري في الأذان، باب: من أخف الصلاة عند بكاء الصبي ح (٧٠٨) . رواه مسلم في الصلاة، باب: أمر الآئمة بتخفيف الصلاة في تمام ح١٩٠ (٤٦٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>