للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مكانها الشرعي في صف الرجال صلت وحدها.

فهذا الرجل الذي أتى المسجد والصف قد تم ولم يكن له مكان حسي في الصف سقطت عنه حينئذ المصافة, ووجبت عليه الجماعة. فليصل خلف الصف, وأما أن يجذب أحداً ليصلي معه, فهذا لا ينبغي؛ لأنه يترتب عليه ثلاثة محاذير:

المحذور الأول: فتح فرجة في الصف ,وهذا خلاف ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم في الرص وسد الخلل بين الصفوف.

الثاني: نقل هذا المجذوب من المكان الفاضل إلى المكان المفضول. وهو نوع من الجناية عليه.

والثالث: تشويش صلاته عليه, فإن هذا المصلي إذا جذب لا بد أن يكون في قلبه حركة, وهذا أيضاً من الجناية عليه.

والوجه الثالث أن يقف مع الإمام: فلا ينبغي له؛ لأن الإمام لابد أن يكون متميزاً عن المأمومين بالمكان, كما أنه متميز عنهم بالسبق بالأقوال والأفعال, فيكبر قبلهم, ويركع قبلهم, ويسجد قبلهم, فينبغي أن يكون متميزاً عنهم في المكان.

وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن الإمام يتقدم المأمومين, وهذه مناسبة ظاهرة لكونه متميزاً عنهم منفرداً بمكانه, فإذا وقف معه بعض المأمومين زالت هذه الخاصية التي لا ينبغي أن ينفرد بها إلا الإمام في الصلاة.

أما الوجه الرابع وهو أن يدع الجماعة, فهذا لا وجه له أيضاً؛ لأن الجماعة واجبة, والمصافة واجبة, فإذا عجز عم إحداهما لم تسقط الأخرى عن الأولى.

<<  <  ج: ص:  >  >>