للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(٣٢) وسئل - حفظه الله تعالى -: هل يجوز للإنسان أن يدعو على نفسه بالموت؟]

فأجاب قائلا: دعاء الإنسان على نفسه بالموت حرام ولا يجوز لأن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقول: «لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به» . فعلى الإنسان أن يصبر ويحتسب وأن يسأل الله الهداية والثبات، وإذا كان مصابا بضر فليسأل الله العافية فإن الأمر كله لله. والله ولي التوفيق.

[(٣٣) وسئل: عن قول الإنسان في دعائه: " إن شاء الله "؟]

فأجاب قائلا: لا ينبغي للإنسان إذا دعا الله - سبحانه وتعالى - أن يقول: " إن شاء الله " في دعائه بل يعزم المسألة ويعظم الرغبة فإن الله - سبحانه وتعالى - لا مكره له، وقد قال - سبحانه وتعالى -: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} . فوعد بالاستجابة وحينئذ لا حاجة إلى أن يقال إن شاء الله لأن الله - سبحانه وتعالى - إذا وفق العبد للدعاء فإنه يجيبه إما بمسألته، أو بأن يرد عنه شرا، أو يدخرها له يوم القيامة، وقد ثبت عن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنه قال: «لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة وليعظم الرغبة فإن الله - تعالى - لا مكره له» .

فإن قال قائل: ألم يثبت «عن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنه كان يقول: للمريض: " لا بأس طهور إن شاء الله» ؟

فنقول: بلى ولكن هذا يظهر أنه ليس من باب الدعاء وإنما هو من باب الخبر والرجاء وليس دعاء، فإن الدعاء من آدابه أن يجزم به المرء. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>