للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٤٢١) وسئل الشيخ حفظه الله: ما رأيكم فيمن يقول: "آمنت بالله، وتوكلت على الله، واعتصمت بالله، واستجرت برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "؟

فأجاب بقوله: أما قول القائل: " آمنت بالله، وتوكلت على الله، واعتصمت بالله" فهذا ليس فيه بأس، وهذه حال كل مؤمن أن يكون متوكلا على الله، مؤمنا به، معتصما به.

وأما قوله: "واستجرت برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"؛ فإنها كلمة منكرة، والاستجارة بالنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعد موته لا تجوز، أما الاستجارة به في حياته في أمر يقدر عليه فهي جائزة، قال الله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} ؛ فالاستجارة بالرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعد موته شرك أكبر، وعلى من سمع أحدا يقول مثل هذا الكلام أن ينصحه؛ لأنه قد يكون سمعه من بعض الناس، وهو لا يدري ما معناها وأنت "يا أخي" إذا أخبرته وبينت له أن هذا شرك، فلعل الله أن ينفعه على يدك، والله الموفق.

[(٤٢٢) سئل فضيلة الشيخ: ما حكم قول: "أطال الله بقاءك"، "طال عمرك "؟]

فأجاب قائلا: لا ينبغي أن يطلق القول بطول البقاء؛ لأن طول البقاء قد يكون خيرا، وقد يكون شرا، فإن شر الناس من طال عمره وساء عمله، وعلى هذا فلو قال: أطال الله بقاءك على طاعته ونحوه، فلا بأس بذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>