للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علي رضي الله عنه الذي رواه مسلم وغيره مطولا، وفيه «أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يقول إذا قام إلى الصلاة: "وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض"، إلى أن قال: "لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك» ، فنفى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يكون الشر إلى الله تعالى؛ لأن أفعاله وإن كانت شرا بالنسبة إلى محالها، ومن قامت به، فليست شرا بالنسبة إليه تعالى؛ لصدورها عن حكمة بالغة تتضمن الخير، وبهذا تبين أن الأولى بل الأوجب في الثناء على الله أن نقتصر على ما أثنى به على نفسه، وأثنى به عليه رسوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأنه تعالى أعلم بنفسه، ورسوله محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أعلم الخلق به؛ فنقول: بيده الخير، ونقتصر على ذلك كما هو في القرآن الكريم والسنة.

[(٤٤٩) سئل فضيلة الشيخ: عن قول العامة: "تباركت علينا؟ "، "زارتنا البركة؟ ".]

فأجاب قائلا: قول العامة: "تباركت علينا" لا يريدون بهذا ما يريدونه بالنسبة إلى الله -عز وجل- وإنما يريدون أصابنا بركة من مجيئك، والبركة يصح إضافتها إلى الإنسان، قال أسيد بن حضير لما نزلت آية التيمم بسبب عقد عائشة الذي ضاع منها قال: " ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر ".

وطلب البركة لا يخلو من أمرين:

الأمر الأول: أن يكون طلب البركة بأمر شرعي معلوم مثل القرآن الكريم قال الله تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} فمن بركته أن

<<  <  ج: ص:  >  >>