للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اعتدى بالتدخل، وأنه كالمتطفل على الأمر، مع أنه -أي القدر- هو الأصل، فكيف يقال: تدخل؟ والأصح أن يقال: ولكن نزل القضاء والقدر أو غلب القدر ونحو ذلك، ومثل ذلك "تدخلت عناية الله" الأولى إبدالها بكلمة حصلت عناية الله، أو اقتضت عناية الله.

[(٤٥٣) وسئل: عن حكم التسمي بأسماء الله مثل كريم، وعزيز ونحوهما؟]

فأجاب بقوله: التسمي بأسماء الله -عز وجل- يكون على وجهين:

الوجه الأول: وهو على قسمين:

القسم الأول: أن يحلى بـ "ال" ففي هذه الحال لا يسمى به غير الله -عز وجل- (١) كما لو سميت أحدا بالعزيز، والسيد، والحكيم، وما أشبه ذلك، فإن هذا لا يسمى به غير الله؛ لأن "ال" هذه تدل على لمح الأصل، وهو المعنى الذي تضمنه هذا الاسم.

القسم الثاني: إذا قصد بالاسم معنى الصفة وليس محلى بـ "ال" فإنه لا يسمى به، ولهذا «غير النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كنية أبي الحكم التي تكنى بها؛ لأن أصحابه يتحاكمون إليه، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: "إن الله هو الحكم، وإليه الحكم" ثم كناه بأكبر أولاده شريح،» فدل


(١) راجع الفتوى رقم (١٠٣) حيث إنه يشترط أن يلاحظ معنى الصفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>