للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ص٣٩٨جـ٥: من مجموع الفتاوى، وقال: هذه الحكاية كذب على أحمد.

المثال الأول: «الحجر الأسود يمين الله في الأرض» .

والجواب عنه: أنه حديث باطل، لا يثبت عن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال ابن الجوزي في العلل المتناهية: هذا حديث لا يصح. وقال ابن العربي: حديث باطل فلا يلتفت إليه، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: روي عن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بإسناد لا يثبت ا. هـ وعلى هذا فلا حاجة للخوض في معناه.

لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والمشهور يعني في هذا الأثر إنما هو عن ابن عباس قال: "الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن صافحه وقبله، فكأنما صافح الله وقبل يمينه".

ومن تدبر اللفظ المنقول تبين له أنه لا إشكال فيه فإنه قال: «يمين الله في الأرض» ولم يطلق فيقول: يمين الله وحكم اللفظ المقيد يخالف حكم المطلق، ثم قال: "فمن صافحه وقبله، فكأنما صافح الله وقبل يمينه" وهذا صريح في أن المصافح لم يصافح يمين الله أصلا، ولكن شبه بمن يصافح الله، فأول الحديث وآخره يبين أن الحجر ليس من صفات الله تعالى، كما هو معلوم عند كل عاقل ا. هـ ص٣٩٨ جـ ٦ مجموع الفتاوى.

* المثال الثاني: «قلوب العباد بين أصبعين (١) » من أصابع الرحمن".

والجواب: أن هذا الحديث صحيح رواه مسلم في الباب الثاني من كتاب القدر عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن»


(١) أصبع مثلث الهمزة والباء ففيه تسع لغات والعاشرة أصبوع كما قيل:
وهمز أنملة ثلث وثالثة ... التسع في أصبع واختم بأصبوع
أصبوع بضم الهمزة.

<<  <  ج: ص:  >  >>