للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الازدياد من العلم، والاستعانة على ذلك بالخادم والصاحِب، واغتنام لقاء الفُضَلاء والعلماء، وإن بَعُدت أقطارُهم، وذلك كان دأب السَّلف الصالح، وبسبب ذلك وصلَ المرتحلون إلى الحظ الراجح، وحصلوا على السَّعي الناحج، فَرَسخت في العلوم لهم أقدامٌ، وصحَّ لهم من الذِّكر والأجر أفضلُ الأقسام)) اهـ.

قال الحافظ ابن حجر في ((فتح الباري)) (١) : ((وموسى -عليه الصلاة والسلام- لم يمنعه بلوغه من السِّيادة المحلّ الأعلى من طلب العلم وركوب البحر لأجله ... و [فيه -أي الحديث-] : ركوب البحر في طلب العلم، بل في طلب الاستكثار منه)) اهـ.

وذكر الماوردي (٢) عن ابن عباسٍ -رضي الله عنهما- قال: لو كان أحدٌ يكتفي من العلم لاكتفى منه موسى -على نبينا وعليه السلام- لمَّا قال: (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) [الكهف/ ٦٦] .

أقول: فهذه حال الأنبياء، والعلماءُ ورثتهم، ولم يَرِثوا منهم إلا العلم، فطلبوه وحصَّلوه وتعبوا في سبيله، فأخذوا بحظ وافرٍ.

شيءٌ من حال الصحابة في الازدياد منه

لقد لحظَ الصحابةُ -رضي الله عنهم- ماكان عليه قدوتهم - صلى الله عليه وسلم - من


= كلام نفيس لولا طوله نقلته.
(١) (١/ ٢٠٢، ٢٠٤) ، وانظر ((عمدة القاري)) : (٢/٦٤) ، و ((إكمال المعلم)) : (٧/ ٣٦٧) .
(٢) في ((أدب الدنيا والدين)) : (ص/ ١٢٤) ، ونَسَبَه في ((البيان والتبيُّن)) : (١/ ٢٥٨) إلى قتادة.

<<  <   >  >>