للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقريب من هذا ما جاء في سِيَر بعض العلماء، فهم مع شدة تطلُّبهم للعلم من بادِىء أمرهم حتى أوفوا فيه إلى الغاية، فاستكثروا ما شاءوا، ومع تقدُّم أعمارِهم ودنوِّ آجالهم هم مع ذلك= يَجِدون من الرغبة في العلم، والشغف به، أكثر مما يجده الشَّاب اليافِع المُمْتلىء قُوَّةً ونشاطًا!!.

[* خبر ابن عقيل الحنبلي (٥١٣)]

ففي ترجمة (١) أبي الوفاء ابن عقيل الحنبلي ت (٥١٣) -رحمه الله- أنه قال: ((إني لأجد من حِرْصي على العلم، وأنا في عَشْرِ الثمانين أشدّ مما كنت أجده وأنا ابنُ عشرين سنة)) .

[* خبر ابن الجوزي (٥٩٧)]

وهذا العلامة المتفنِّن، صاحب التصانيف، أبو الفرج ابن الجوزي (٥٦٧) يقرأ في آخر عمره وهو في (الثمانين) القراءات العشر على ابن الباقلاني، مع ابنه يوسف (٢) .

قال الذهبي -معلِّقًا-: ((فانظر إلى هذه الهمة العالية!)) اهـ.

[* خبر مرتضى الزبيدي (١٢٠٥)]

قال العلامة عبد الحي الكَتَّاني في ((فهرس الفهارس والأثبات)) (٣) في


(١) في ((الذيل على طبقات الحنابلة)) : (١/ ١٤٦) .
(٢) ((السير)) : (٢١/ ٣٧٧) . وابن الباقلاني هو: عبد الله بن منصور بن عمران أبو بكر الرَّبَعي الواسطي المقرىء ت (٥٩٣) ، انظر ((معرفة القراء)) : (٢/ ٨٧٠ رقم ٨٢٧) .
(٣) (١/ ٥٣٦ - ٥٣٧) .

<<  <   >  >>