للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غير مُنفك عن التحصيل، بحيث إنه كان يُطالع في مشيه، ويُقرىء القراءات في حال أكله خوفًا من ضياع وقته في غيره، أُعجوبة في هذا المعنى، لا أعلمُ في وقته من يُوازيه فيه، طارحًا للتكلُّف، كثير التواضع مع الفقراء، سهمًا (١) على غيرهم، سريع القراءة جدًّا)) اهـ.

* أعرفه أكثر من (٥٠) سنة إمَّا يُطالع أو يكتب

قال السخاوي في ((الضوء اللامع)) (٢) في ترجمة محمد بن أحمد ابن محمد العُمَري الصَّغَاني ت (٨٥٤) : ((كان إمامًا علاَّمةً متقدمًا في الفقه والأصْلَين والعربية مشاركًا في فنونٍ، حسن التقييد، عظيم الرغبة في المطالعة والانتقاء، بحيث بلغني عن أبي الخير بن عبد القوي أنه قال: أعرفه أزْيَد من خمسين سنة، وما دخلتُ إليه قطُّ إلا ووجدته يُطالع أو يكتب)) اهـ.

* كان لا ينفكُ من القراءة حتى وهو في الحمام

قال ابن القيم -رحمه الله- في ((روضة المحبين)) (٣) -وهو يتكلم عن عِشْق العلم-: ((وحدثني أخو شيخنا (يعني أحمد ابن تيمية) عبدُالرحمن ابن تيمية، عن أبيه (عبد الحليم) قال: كان الجَدُّ (أبو البركات) إذا دخل الخلاء يقول لي: اقرأْ في هذا الكتاب وارْفَعْ صوتكم حتى اسمعُ)) اهـ.

أقول: وهذا سندٌ كالشمس، رحم الله الجميع.


(١) في ((القبس)) : ((شهمًا)) بالمعجمة.
(٢) (٧/ ٨٤- ٨٥) ، و ((الذيل التام)) : (٢/ ٩٨) .
(٣) (ص/ ٧٠) .

<<  <   >  >>