للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنه لم يَمُت أحدٌ من أهل العلم وأصحاب الحديث، إلا وكان يشتري كتبه كلَّها، فحصلت أُصول المشايخ عنده.

وذَكَرَ عنه: أنه اشترى يومًا كتبًا بخمس مئة دينارٍ ولم يكن عنده شيءٌ، فاستمهلهم ثلاثة أيامٍ، ثم مضى ونادى على داره، فبلغت خمس مئة دينار، فَنَقَد صاحبَها وباعه بخمس مئة دينار، ووفَّى ثمن الكتب، وبقيت له (لصاحب الكتب) الدار (١)


(١) إلا أنهم ذكروا في ترجمته أمورًا تُخِل بقاموس العلم.
* فذكر ياقوت في ((إرشاد الأريب)) : (١٢/ ٥١) : أنه كان إذا حَضَر سوق الكُتُبِ، وأراد شِراء كتابٍ، غَافَل الناسَ وقطعَ منه ورقةً، وقال: إنه مقطوع ليأخذَه بثمنٍ بخسٍ!.
وذكر ذلك الذهبي في ((السير)) : (٢٠/ ٥٢٧) ، قال: ولعلَّه تاب. وذكر منامًا!.
* وذكر ياقوت -أيضًا- أنه كان إذا استعار من أحدٍ كتابًا وطالبه به، قال: دَخَلَ بين الكُتُب فلا أقدر عليه!!.
* وأشار السمعاني إلى مجمل ذلك، فقال: ((وجمع الأصول الحِسَان من أيِّ وجهٍ اتفق له)) وزاد: وكان يضنّ بها!!.
إلا أن القِفْطي في ((إنباه الرواة)) : (٢/ ١٠١) ذم مُقْتنيات ابن الخشَّاب من الكتب فقال: ((وكان لا يقتني من الكتب إلا أردأها صورة، وأرخصها ثمنًا)) ، وهذا مخالف لما سبق!.
أقول: فلهذه الأمور مجتمعةٍ= تحايله في تحصيل الكتب، وجحْده العارِيَّة، وضَنِّه بالكتب على أهلها= تفرَّقت بعدَه، وبِيعَ أكثرها، ولم يبق إلا عُشرها.
ووصفها القِفْطي بقوله: ((وكانت له دار عتيقة ... وله منها صُفَّة كبيرة منفردة، وبها بواري قَصَبٍ مفروشة، وفي صدرها ألواح من الخشب، مرصوص عليها كتب له، أقامت عِدَّة سنين ما أُزيل عنها الغُبار، وكانت تلك البواريّ قد استترت بما عليها من التراب، يقعد في جانب منها، والباقي على تلك الحالة. وقيل: إن الطيور عششت فوق الكتب وفي أثنائها)) اهـ. ((إنباه الرواة)) : (٢/ ١٠٠) . =

<<  <   >  >>