للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والهمة العالية، والصبر الجميل. فمن تحلّى بذلك كلِّه، لانَ له الحديدُ وسَهُل عليه الصعبُ، ((فإن العزيمةَ والمحبةَ تُذْهِبُ المشقةَ، وتُطِيبُ السيرَ)) (١) .

وهذا سَرْد ما وقفنا عليه من ذلك:

[* الخطيب البغدادي (٤٦٣)]

- قراءة صحيح البخاري في ثلاثة مجالس.

قال الخطيب في ((تاريخ بغداد)) (٢) في ترجمة إسماعيل بن أحمد ابن عبد الله الضرير الحِيْري ت (٤٣٠) أنه خاطبه ((في قراءة كتاب ((الصحيح)) -وكان سَمِعَه من الكُشْمِيْهَني (٣) عن الفَرَبْزي (٤) -فأجابني إلى ذلك، فقرأتُ جميعَه عليه في ثلاثة مجالس، اثنان منها في ليلتين، كنتُ ابتدىء بالقراءة وقتَ صلاةِ المغرب، وأقطعها عند صلاة الفجر.

وقبل أن أقرأ المجلس الثالث عَبَر الشيخُ إلى الجانب الشرقي مع القافلة ونزلَ الجزيرةَ بسوقِ يحيى، فمضيتُ إليه مع طائفةٍ من أصحابنا -كانوا حضروا قراءتي عليه في الليلتين الماضيتين- وقرأتُ عليه في الجزيرة من ضَحْوَةِ النهار إلى المغرب، ثم من المغرب إلى وقتِ طلوع الفجر، ففرغتُ من الكتاب، ورحلَ (٥) الشيخُ في صبيحة تلك


(١) العبارة بين القوسين لابن القيم في ((الفوائد)) : (ص/ ٢٥٥) .
(٢) (٦/ ٣١٤) .
(٣) ((كُشْمِيْهَن)) إحدى قرى مَرْو، ضبطها في ((الأنساب)) : (٥/ ٧٥) -بكسر الميم-، وفي ((معجم البلدان)) : (٤/ ٤٦٣) لياقوت: بفتح الميم.
(٤) راوية البخاري، وفاؤه فيها الوجهان الفتح والكسر.
(٥) وكان مرتحلاً من نَيْسابور إلى مكة، مصطحبًا معه كتبه -وكانت وقر بعير-.

<<  <   >  >>