للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بقي عنده شيء؟ فأتاه فلم يجد عنده إلا رأس الجزور فأخذ بأنفه يجره، فقيل: ما هذا؟ فقال: أنف الناقة! فسمى بذلك، وكانوا يغضبون من ذلك، فلما مدحهم الخطبة صار مديحا، مدح يغيض بن عامر بن لؤىّ ابن شماس ابن أنف الناقة، وهو قوله:

قوم هم الأنف والأذناب غيرهم … ومن يساوى بأنف الناقة الذنبا

ومن ولده المخبل الشاعر، وهو ربيع بن ربيعة بن عوف بن قتال بن أنف الناقة … ومنهم أوس بن مغراء الشاعر، من بنى حدان من قريع. وقريع من بنى غيلان بن حبادة (١)، يحدث عن جنادة بن جراد، روى عنه ابنه زياد بن قريع … والقاضي أبو بكر محمد بن عبد الرحمن القريعي، المعروف بابن قريعة، من أهل بغداد (٢)، وولاه أبو السائب عتبة بن عبيد اللَّه القاضي قضاء السندية وغيرها من أعمال الفرات، وكان كثير النوادر، حسن/ الخاطر، عجيب الكلام، يسرع بالجواب المسجوع المطبوع من غير تعمل له ولا تعمق فيه، وله أخبار مستفيضة ظريفة، ذكر القاضي أبو العلاء محمد ابن علي الواسطي قال: لما قدم ابن قريعة واسط سمعت منه أخبارا أملاها علينا عن أبي بكر بن الأنباري وغيره، واتفق أنه كان ببغداد قائدا يلقب بالكنى، كنيته أبو إسحاق، وكان يخاطب ابن قريعة بالقاضي، فبدر منه يوما في المخاطبة أن قال لابن قريعة «يا أبا بكر» فقال ابن قريعة: «لبيك يا أبا إسحاق» فقال القائد: ما هذا؟ قال: يا هذا إنما يكون بكورك (٣) إذا قضيتنا فإذا بكرتنا تسحقناك، [وسئل ابن قريعة عن حدود القضاء


(١) في م «بنى عبدان بن حادة».
(٢) ترجمته من تاريخ بغداد ٢/ ٣١٧ - ٣٢٠.
(٣) من التاريخ، وفي الأصول «إنما نكوكيل» كذا.