للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاء في بعض الأخبار أن الرعد ملك موكّل بالسحاب معه كذا من حديد يسوقه من بلد إلى بلد كما يسوق الراعي الإبل كلما خالف سحاب صاح به فصوته زجره السحاب والبرق مصعه والصواعق شراره وفي الحديث الآخر أن السحاب ملك يتكلم بأحسن الكلام ويضحك بأحسن الضحك فالرعد كلامه والبرق ضحكه والله اعلم بصحة هذه الأخبار لأن [١] محمد ابن جرير الطبري رحمه الله روى في كتاب التفسير أن ابن عباس رضي الله عنه كتب إلى ابن الجلد يسأله على الرعد والبرق فقال الرعد الريح والبرق الماء قال الله تعالى يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ من خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها من يَشاءُ ١٣: ١٣ فأخبر عن تسبيح الرعد وإرساله الصواعق كما أخبر عن قول السماوات والأرض قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ ٤١: ١١ والقدماء مختلفون في هذه الأشياء وأرضاهم عندهم ارسطاطاليس وهو يزعم أن الشمس إذا مرت بالأرض فأثارت البخار اليابس والبخار الرطب فانعقد غيماً فإذا اجتمع ذلك البخار الرطب [٤٥] هناك حصر ما فيه من البخار اليابس في جوف السماء فقرع السحاب وحكّه


[١] . لا محمد Ms.

<<  <  ج: ص:  >  >>