للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بن أبي أمية واشتكى المهاجر فلم يذهب فكان زياد بن لبيد يقوم على عمله، وبعث معاذ بن جبل معلما لأهل اليمن وحضرموت، وكان قبل ذلك قد بعث على الصدقات عدي بن حاتم على صدقة طيِّئ وأسد، ومالك بن نويرة على صدقات بني حنظلة، وقسم صدقة بني سعد بين رجلين منهم، وبعث العلاء بن الحضرميّ على البحرين وبعث علي بن أبي طالب إلى نجران ليجمع صدقاتهم وجزيتهم ويقدم عليه بها فوافاه من حجة الوداع كما مرّ.

خبر العنسيّ

كان الأسود العنسيّ واسمه عبهلة بن كعب ولقبه ذو الخمار، وكان كاهنا مشعوذا يفعل الأعاجيب ويخلب بحلاوة منطقه، وكانت داره كهف حنار [١] بها ولد، ونشأ وادّعى النّبوّة وكاتب مذحجا عامّة فأجابوه ووعدوه [٢] ، نجران فوثبوا بها وأخرجوا عمرو بن حزم [٣] وخالد بن سعيد بن العاص وأقاموه في عملها، ووثب قيس بن عبد يغوث على فروة بن مسيك وهو على مراد فأجلوه، وسار الأسود في سبعمائة فارس إلى شهر بن باذان بصنعاء فلقيه شهر بن باذان فهزمه الأسود فقتله، وغلب على ما بين صنعاء وحضرموت إلى أعمال الطائف إلى البحرين من قبل عدن، وجعل يطير استطارة الحريق وعامله المسلمون بالتقية، وارتدّ كثير من أهل اليمن. وكان عمرو بن معديكرب مع خالد بن سعيد بن العاص، فخالفه واستجاب للأسود، فسار إليه خالد ولقيه فاختلفا ضربتين فقطع خالد سيفه الصمصامة وأخذها، ونزل عمرو عن فرسه وفتك في الخيل ولحق عمرو بن الأسود فولاه على مذحج وكان أمر جنده إلى قيس بن عبد يغوث المرادي، وأمر الأبناء إلى فيروز ودادويه وتزوج امرأة شهر بن باذان واستفحل أمره.

وخرج معاذ بن جبل هاربا ومرّ بأبي موسى في مأرب فخرج معه ولحقا بحضرموت، ونزل معاذ في السكون وأبو موسى في السكاسك، ولحق عمرو بن حزم وخالد بن سعيد بالمدينة. وأقام الطاهر بن أبي هالة ببلاد عكّ حيال [٤] صنعاء، فلما ملك


[١] وفي نسخة أخرى: خيار وفي النسخة الباريسية: جناز
[٢] وفي نسخة أخرى: وأوعدوا
[٣] وفي نسخة أخرى: بن حزام.
[٤] وفي نسخة أخرى: جبال صنعاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>