للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسد بن عبد الله القسري أخي خالد بولايته على خراسان واستخلافه عبد الرحمن بن نعيم. فقرأ مسلم الكتاب وقال سمعا وطاعة.

[ولاية أسد القسري على خراسان]

ولما غزا خالد بن عبد الله خراسان استخلف عليها أخاه أسد بن عبد الله فقدم ومسلم ابن سعيد بفرغانة فلما رجع وأتى النهى ليقطعه منعه الأشهب بن عبد الله التميمي وكان على السفن بآمد [١] حتى عرفه أنه الأمير فأذن له. ثم عبر أسد النهر ونزل بالمرج وعلى سمرقند هانئ بن هانئ، فخرج بالناس وتلقى أسدا وأدخله سمرقند وبعث أسد إلى عبد الرحمن بن نعيم بالولاية على العسكر فقفل بالناس إلى سمرقند. ثم عزل أسدا عنها وولّى مكانه الحسن بن أبى العمّرطة الكنديّ ثم قدم مسلم بن سعيد بن عبد الله بخراسان فكان يكرّمه ومرّ بابن هبيرة وهو يروم الهرب وأسلم على يديه. ثم غزا الغور وهي جبال هراة فوضع أهلها أثقالهم في الكهوف ولم يكن إليهم طريق فاتخذ التوابيت ووضع فيها الرجال ودلّاها بالسلاسل فاستخرجوا ما قدروا عليه ثم قطع كماق النهر وجاءه خاقان ولم يكن بينهما قتال وقيل عاد مهزوما من الجسر. ثم سار إلى عوبرين وقاتلها وأبلى نصر بن سيّار ومسلم بن أحور وانهزم المشركون وحوى المسلمون عسكرهم بما فيه.

[ولاية أشرس على العراق]

كان أسد بن عبد الله في ولايته على خراسان يتعصّب حتى أفسد الناس وضرب نصر ابن سيّار بالسياط وعبد الرحمن بن نعيم وسورة بن أبجر والبختريّ بن أبي درهم، وعامر بن مالك الحماني وحلقهم وسيّرهم إلى أخيه، وكتب إليه أنهم أرادوا الوثوب بي فلامه خالد وعنّفه وقال: هلّا بعثت برءوسهم؟ وخطب أسد يوما فلعن أهل خراسان. فكتب هشام بن عبد الملك إلى خالد اعزل أخاك فعزله في رمضان سنة تسع وولّى مكانه الحكم بن عوانة الكلبي فقعد عن الصائفة تلك السنة فاستعمل هشام على خراسان أشرس بن عبد الله السلمي وأمره أن يراجع خالدا فكان خيرا ففرح به أهل خراسان.


[١] وفي الكامل ج ٥ ص ١٣١: بآمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>