للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأجابه لذلك وولّاه على أرمينية. فسار إليها وجاءه المدد من الشام والعراق والجزيرة.

فأظهر أنه يريد غزو اللان وبعث إلى ملك الخزر في المهادنة فأجاب. وأرسل رسله لتقرير الصلح فأمسكهم مروان إلى أن تجهّز وودّعهم وسار على أقرب الطرق فوافاهم ورأى ملك الخزر أنّ اللقاء على تلك الحال غرر فتأخر إلى أقصى بلاده. ودخل مروان فأوغل فيها وخرّب وغنم وسبى إلى آخرها. ودخل بلاد ملك السرير وفتح قلاعها وصالحوه على ألف رأس نصفها غلمان ونصفها جواري ومائة ألف مد تحمل إلى الباب. وصالحه أهل تومان على مائة رأس نصفين وعشرين ألف مد. ثم دخل أرض وردكران فصالحوه. ثم أتى حمرين وافتتح حصنهم، ثم أتى سبدان فافتتحها صلحا، ثم نزل صاحب اللكز في قلعته وقد امتنع من أداء الوظيفة، فخرج يريد ملك الخزر فأصيب بسهم ومات وصالح أهل اللكز مروان، وأدخل عامله وسار مروان إلى قلعة سروان فأطاعوا، وسار إلى الرودانيّة فأوقع بهم ورجع.

[خلع الحرث بن شريح [١] بخراسان]

كان الحرث هذا عظيم الأزد بخراسان فخلع سنة ست عشرة ولبس السواد، ودعا إلى كتاب الله وسنة نبيّه والبيعة للرضا على ما كان عليه دعاة بني العبّاس هناك. وأقبل الى الغاربات [٢] وجاءته رسل عاصم مقاتل بن حيّان النبطيّ والخطّاب بن محرز السلميّ فحبسهما وفرّوا [٣] من السجن إلى عاصم بدم الحرث وغدره. وسار الحرث من الغاربات إلى بلخ وعليها نصر بن سيّار والتخيبيّ، فلقياه في عشرة آلاف وهو في أربعة فهزمهم، وملك بلخ واستعمل عليها سليمان بن عبد الله بن حازم. وسار إلى الجوزجان [٤] عليها ثم سار إلى مرو ونمي إلى عاصم أنّ أهل مرو يكاتبونه فاستوثق منهم بالقسامة وخرج وعسكر قريبا من مرو، وقطع الجسور وأقبل الحرث في ستين ألفا ومعه فرسان الأزد وتميم ودهاقين الجوزجان والغاربات، وملك الطالقان وأصلحوا القناطر ثم نزع محمد بن المثنّى في ألفين من الأزد وحمّاد بن عامر


[١] وفي الكامل لابن الأثير ج ٥ ص ١٨٣: الحرث بن سريج.
[٢] وفي الكامل لابن الأثير ج ٥ ص ١٨٣: الغارياب
[٣] الأصح أن يقول وفرّا.
[٤] بياض بالأصل وفي الكامل لابن الأثير ج ٥ ص ١٨٣: «وسار إلى الجوزجان فغلب عليها وعلى الطالقان ومروالروذ.»

<<  <  ج: ص:  >  >>