للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قتله فابعثه لوجه من الوجوه، فإن قتل فهو الّذي تريد وإن ظفر فلك، بعثه إلى الخوارج الذين بجزيرة ابن كاوان من عمان مع شيبان بن عبد العزيز اليشكري، فبعث معه سبعمائة رجل فحملهم سليمان بن عليّ من البصرة في السفن وقد انضمّ إليه من أهله وعشيرته ومواليه وعدّة من بني تميم من البصرة، فلما أرسوا بجزيرة ابن كاوان قدّم خازم فضلة بن نعيم المنشلي [١] في خمسمائة إلى شيبان فانهزم هو وأصحابه وكانوا صفريّة، وركبوا إلى عمان فقاتلهم الجلندي في الإباضيّة، فقتل شيبان ومن معه كما مرّ، وشيبان هذا غير شيبان بن سلمة الّذي قتل بخراسان فربما يشتبهان. ثم ركب خازم البحر إلى ساحل عمان فنزل وقاتل الجلندي أياما أمر خازم أصحابه في آخرها أن يجعلوا على أطراف أسنّتهم المشاقة ويدوّروها [٢] بالنفط ويشعلوها بالنيران ويرموها في بيوت القوم، وكانت من خشب فلما اضطرمت فيها النار شغلوا بأهليهم وأولادهم عن القتل، فحمل عليهم خازم وأصحابه فاستلحموهم وقتل الجلندي وعشرة آلاف، فبعث خازم برءوسهم إلى البصرة فبعثها سليمان إلى السفّاح فندم أهـ، ثم غزا خالد بن إبراهيم أهل كشّ فقتل الاخريد [٣] ملكها وهو مطيع واستباحهم وأخذ من الأواني الصينية المنقوشة المذهّبة، ومن الديباج والسروج ومتاع الصين وظرفه ما لم ير مثله، وحمله إلى أبي مسلم بسمرقند. وقتل عدّة من دهاقين كشّ وملك طازان [٤] أخا الأخريد على كش، ورجع أبو مسلم إلى مرو بعد أن فتك في الصغد وبخارى وأمر ببناء سور سمرقند. واستخلف زياد بن صالح على بخارى وسمرقند ورجع أبو داود إلى بلخ. ثم بلغ السفّاح انتقاض منصور ابن جمهور بالسّند فبعث صاحب شرطته موسى بن كعب واستخلف مكانه على الشرطة المسيّب بن زهير. وسار موسى لقتال ابن جمهور فلقيه بتخوم الهند وهو في نحو اثني عشر ألفا فانهزم ومات عطشا في الرمال ورحل عامله على السّند بعياله وثقلته فدخل بهم بلاد الخزر. ثم انتقض سنة خمس وثلاثين زياد بن صالح وراء النهر. فسار أبو مسلم إليه من مرو وبعث أبو داود خالد بن إبراهيم نصر بن راشد إلى


[١] فضلة بن نعيم النّهشليّ: ابن الأثير ج ٥ ٤٥٢.
[٢] ويرووها بالنفط: ابن الأثير ج ٥ ص ٤٥٢.
[٣] وفي نسخة ثانية الإخشيد.
[٤] طاران: ابن الأثير ج ٥ ص ٤٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>