للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعظم فنازل وقاتل حتى ظفر بالراوندية. ثم سأله فانتسب فأمّنه واصطنعه. وجاء أبو نصر مالك بن الهيثم ووقف على باب المنصور وقال أنا اليوم بوّاب. ثم قاتلهم أهل السوق وفتح باب المدينة ودخل الناس وحمل عليهم خازم بن خزيمة والهيثم بن شعبة حتى قتلوهم عن آخرهم. وأصاب عثمان بن نهيك في الحومة سهم فمات منه بعد أيام وجعل على الحبس بعده أخاه عيسى ثم بعده أبا العبّاس الطوسي وذلك كله بالهاشمية. ثم أحضر معنا ورفع منزلته وأثنى عليه بما كان منه في ذلك اليوم مع عمّه عيسى، فقال معن: والله يا أمير المؤمنين لقد جئت إلى الحومة وجلا حتى رأيت شدّتك فحملني ذلك على ما رأيت مني. وقيل إنه كان مختفيا عند أبي الخصيب حاجب المنصور وأنه جاء يوم الراوندية فاستأذن أبو الخصيب وشاوره المنصور في أمرهم فأشار ببث المال في الناس، وأبى المنصور إلا الركوب إليهم بنفسه فخرج بين يديه وأبلى حتى قتلوا. ثم تغيّب فاستدناه وأمّنه وولّاه على اليمن.

[انتقاض خراسان ومسير المهدي إليها]

كان السفّاح قد ولّى على خراسان أبا داود خالد بن إبراهيم الدّهليّ بعد انتقاض بسّام ابن إبراهيم ومهلكه. فلما كان سنة أربعين ثار به بعض الجند وهو بكشماهن وجاءوا إلى منزله فأشرف عليهم ليلا من السطح فزلت قدمه فسقط ومات ليومه. وكان عصام صاحب شرطته فقام بالأمر بعده. ثم ولّى المنصور على خراسان عبد الجبّار بن عبد الرحمن فقدم عليها وحبس جماعة من القوّاد اتهمهم بالدعاء للعلويّة، منهم مجاشع ابن حريث الأنصاري عامل بخارى وأبو المعرة خالد بن كثيّر مولى بني تميم عامل قهستان والحريش بن محمد الذهليّ ابن عم أبي داود في آخرين. ثم قتل هؤلاء وألحّ على عمال أبي داود في استخراج المال وانتهت الشكوى إلى المنصور بذلك فقال لأبي أيوب: إنما يريد بفناء شيعتنا الخلع، فأشار عليه أبو أيوب أن تبعث من جنود خراسان لغزو الروم فإذا فارقوه بعثت إليه من شئت واستمكن منه. فكتب إليه بذلك فأجاب بأنّ الترك قد جاشت وإن فرّقت الجنود خشيت على خراسان فقال له أبو أيوب: اكتب إليه بأنك ممدّه بالجيوش وابعث معها من شئت يستمكن منه، فأجاب عبد الجبّار بأنّ خراسان مغلّبة في عامها ولا تحتمل زيادة العسكر فقال له أبو يوسف هذا خلع فعاجله فبعث ابنه المهدي فسار ونزل الريّ وقدم خازم بن خزيمة

<<  <  ج: ص:  >  >>