للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تسكينا وقسم فيهم مائتين مائتين، فلما استوفوها تنادوا بالرجوع إلى بغداد وتشايعوا إليها واستيقنوا موت المهدي، فأتوا باب الربيع وأحرقوه وطالبوا بالأرزاق ونقبوا السجون.

وقدم الرشيد بغداد في أثرهم فبعثت الخيزران إلى الربيع فامتنع يحيى خوفا من غيرة الهادي وأمرت الربيع بتسكين الجند فسكنوا وكتب الهادي إلى الربيع يتهدّده فاستشار يحيى في أمره وكان يثق بودّه فأشار عليه بأن يبعث ابنه الفضل يعتذر عنه وتصحبه الهدايا والتحف ففعل ورضى الهادي عنه وأخذت البيعة ببغداد للهادي. وكتب الرشيد بذلك إلى الآفاق وبعث نصيرا الوصيف إلى الهادي بجرجان فركب اليزيد إلى بغداد فقدمها في عشرين يوما. فاستوزر الربيع وهلك لمدّة قليلة من وزارته. واشتدّ الهادي في طلب الزنادقة وقتلهم، وكان منهم عليّ بن يعطى ويعقوب بن الفضل من ولد ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب، كان قد أقرّ بالزندقة عند المهدي إلا أنه كان مقسما أن لا يقتل هاشميّا فحبسه وأوصى الهادي بقتله وبقتل ولد عمهم داود بن علي فقتلهما (وأمّا عماله) فكان على المدينة عمر بن عبد العزيز بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وعلى مكّة والطائف عبد الله بن قثم وعلى اليمن إبراهيم بن مسلم بن قتيبة وعلى اليمامة والبحرين سويد القائد الخراساني وعلى عمان الحسن بن سليم الحواري وعلى الكوفة موسى بن عيسى بن موسى، وعلى البصرة ابن سليمان وعلى جرجان الحجّاج مولى الهادي، وعلى قومس زياد بن حسّان وعلى طبرستان والرّويان صالح بن عمير مولى [١] وعلى الموصل هاشم بن سعيد بن خالد، وعزله الهادي لسوء سيرته وولّى مكانه عبد الملك وصالح بن علي (وأمّا الصائفة) فغزا بها في هذه السنة وهي سنة تسع وتسعين معيوب [٢] بن يحيى وقد كان الروم خرجوا مع بطريق لهم إلى الحرث فهرب الوالي ودخلها الروم وعاثوا فيها فدخل معيوب وراءهم من درب الراهب وبلغ مدينة استة وغنم وسبى وعاد.

[ظهور الحسين المقتول بفتح [٣]]

وهو الحسين بن علي بن حسن المثلّث بن حسن المثنّى بن الحسن السبط، كان الهادي


[١] بياض بالأصل وفي الطبري ج ١٠ ص ٣٢: صالح بن عميرة الاسدي وعلى أصبهان طيفور مولى الهادي.
[٢] معيوف بن يحيى: ابن الأثير ج ٦ ص ٩٤، الطبري ج ١٠ ص ٣٢
[٣] المقتول بفخ: ابن الأثير ج ٦ ص ٩٠، الطبري ج ١٠ ص ٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>