للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخرون. فأمر المأمون بقتلهم وقتل من أقرّوا عليه من القوّاد، وبعث إلى الحسن بن سهل وسار إلى العراق. وجاءه الخبر بأنّ الحسن بن سهل أصابته الماليخوليا واختلط فبعث دينارا مولاه ووكّله بأمور العسكر وكان إبراهيم بن المهدي وعيسى بالمدائن وأبو البطّ وسعيد بالنيل والحرب متصلة بينهم. والمطّلب بن عبد الله بن مالك قد اعتلّ بالمدائن فرجع إلى بغداد وجعل يدعو إلى المأمون سرّا وإلى خلع إبراهيم وأن يكون منصور بن المهدي خليفة للمأمون وداخله في ذلك خزيمة بن خازم وغيره من القوّاد. وكتب إلى عليّ بن هشام وحميد أن يتقدّما فنزل حميد نهر صرصر وعليّ النهروان، وعاد إبراهيم بن المهدي من المدائن إلى بغداد منتصف صفر، وقبض على منصور وخزيمة ومنع المطّلب مواليه، فأمر إبراهيم بنهب داره ولم يظفر، ونزل حميد وعلي بن هشام المدائن وأقاما بها. وزوّج المأمون في طريقه ابنته من علي الرضا وبعث أخاه إبراهيم بن موسى الكاظم على الموسم، وولّاه اليمن وكان به حمدويه بن عليّ ابن عيسى بن ماهان قد غلب عليه. ولما نزل المأمون مدينة طوس مات عليّ الرضا فجأة آخر صفر من سنة ثلاث من عنب أكله، وبعث المأمون إلى الحسن بن سهل بذلك، وإلى أهل بغداد وشيعته يعتذر من عهده إليه، وأنه قد مات ويدعوهم إلى الرجوع لطاعته. ثم سار إلى جرجان وأقام بها أشهرا وعقد على جرجان لرجاء بن أبي الضحّاك قاعدا وراء النهر، ثم عزله سنة أربع وعقد لغسّان بن عبّاد من قرابة الفضل بن سهل على خراسان وجرجان وطبرستان وسجستان وكرمان وروبان ودهارير، ثم عزله بطاهر كما نذكره. ثم سار إلى النهروان فلقيه أهل بيته وشيعته والقوّاد ووجوه الناس وكان قد كتب إلى طاهر أن يوافيه بها، فجاء من الرقّة ولقيه هنالك. وسار المأمون فدخل بغداد منتصف صفر من سنة أربعة فنزل الرصافة ثم نزل قصره بشاطئ دجلة، وبقي القوّاد في العسكر وانقطعت الفتن وبقي الشيعة يتكلّمون في لبس الخضرة، وكان المأمون قد أمر طاهر بن الحسين أن يسأل حوائجه فأوّل شيء سأل لبس السواد فأجابه، وقعد للناس وخلع عليه وعليهم الثياب السود واستقامت الأمور [١] كانت الفتنة قد وقعت بالموصل بين بني شامة وبني ثعلبة وكان علي بن الحسن الهمدانيّ متغلبا عليها في قومه فاستجارت ثعلبة بأخيه محمد فأمرهم بالخروج إلى البرية ففعلوا، وتبعهم بنو شامة في ألف رجل وحاصروهم بالقوجاء


[١] بياض بالأصل وفي الكامل لابن الأثير ج ٦ ص ٣٥٧: وذلك لسبع بقين من صفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>