للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أدّت إلى الخلاف ليبعثه المعتصم لحربه فيكون ذلك وسيلة له إلى استيلائه على خراسان ظنّا بأنّ ابن طاهر لا ينهض لمحاربته. فانتقض مازيار وحمل الناس على بيعته كرها وأخذ رهائنهم وعجّل جباية الخراج فأستكثر منه وخرّب سور آمد وسور سابة [١] وفتل [٢] أهلها إلى جبل يعرف بهرمازا بارونى [٣] وسرخاشان سور طمس منها إلى البحر على ثلاثة أميال وهي على حد جرجان وكانت تبنيه سدّا بين الترك وطبرستان [٤] وجعل عليه خندقا ومن أهل جرجان إلى نيسابور، وأنفذ عبد الله بن طاهر عمّه الحسن بن الحسين في جيش كثيف لحفظ جرجان، فعسكر على الخندق، ثم بعث مولاه حيّان بن جبلة إلى قومس فعسكر على جبال شروين، وبعث المعتصم من بغداد محمد بن إبراهيم بن مصعب وبعث منصور بن الحسن صاحب دنباوند إلى الري، وبعث ابا الساج إلى دنباوند وأحاطت العساكر بحياله من كل ناحية، وداخل أصحاب الحسن بن الحسين أصحاب سرخاشان [٥] في تسليم سورهم وليس بينهما إلا عرض الخندق، فكلّموه وسار الآخرون إليه على حين غفلة من القائدين، وركب الحسن بن الحسين وقد ملك أصحابه السور ودخلوا منه فهرب سرخاشان وقبضوا على أخيه شهريار فقتل. ثم قبض على سرخاشان على خمسة فراسخ من معسكره وجيء به إلى الحسن بن الحسين فقتله أيضا. ثم وقعت بين حيّان بن جبلة وبين فارق بن شهريار [٦] وهو ابن أخي مازيار ومن قوّاده، مداخلة استمالت حيّان، فأجاب أن يسلّم مدينة سارية إلى حد جرجان على أن يملّكوه جبال آبائه، وبعث حيّان إلى ابن طاهر فسجل لقارن بما سأل، وكان قارن في جملة عبد الله بن قارن أخي مازيار ومن قوّاده فأحضر جميعهم لطعامه وقبض عليهم، وبعث بهم إلى حيّان فدخل جبال قارن في جموعه واعتصم [٧] لذلك مازيار، وأشار عليه أخوه القوهيار أن يخلّي سبيل من عنده من أصحاب ينزلون من الجبل إلى مواطنهم لئلا يؤتى من قبلهم، فصرف


[١] وأمر بتخريب سور آمل، وسور سارية، وسور طميس، فخرّبت الأسوار: ابن الأثير ج ٦ ص ٤٩٦.
[٢] لعلها ونقل أهلها.
[٣] هرمزاباذ: ابن الأثير ج ٦ ص ٤٩٦.
[٤] العبارة غير واضحة وفي الكامل ج ٦ ص ٤٩٦: «وبنى سرخاستان سورا من طميس إلى البحر، مقدار ثلاثة أميال، كانت الاكاسرة بنته لتمنع الترك من الغارة على طبرستان.»
[٥] سرخاستان: ابن الأثير ج ٦ ص ٤٩٦.
[٦] قارن بن شهريار: ابن الأثير ج ٦ ص ٤٩٨.
[٧] مقتضى السياق واغتمّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>