للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزي فلبسوا الطيالسة العسلية وشدّوا الزنانير في أوساطهم [١] وجعلوا الطراز في لباس المماليك ومنع من لباس المناطق وأمر بهدم البيع المحدثة لأهل الذمّة ونهى أن يستغاث بهم في الأعمال وأن يظهروا في شعابهم الصلبان وأمر أن يجعل على أبوابهم صور شياطين من الخشب.

[ملك محمد بن إبراهيم]

كان محمد بن إبراهيم بن الحسن بن مصعب على بلاد فارس، وهو ابن أخي طاهر وكان أخوه إسحاق بن إبراهيم صاحب الشرطة ببغداد منذ أيام المأمون والمعتصم والواثق والمتوكل، وكان ابنه محمد بباب الخليفة بسامراء نائبا عنه. فلما مات إسحاق سنة خمس وثلاثين ولّاه المتوكل وضمّ إليه أعمال أبيه، واستخلفه المعتز على اليمامة والبحرين ومكة وحمل إلى المتوكّل وبنيه من الجواهر والذخائر كثيرا، وبلغ ذلك محمد بن إبراهيم فتنكّر للخليفة ولمحمد بن أخيه، وشكا ذلك محمد إلى المتوكّل فسرّحه إلى فارس وولّاه مكان عمه محمد، فسار وعزل عمّه محمدا وولّى مكانه ابن عمه الحسين بن إسماعيل بن مصعب، وأمره بقتل عمه محمد فأطعمه ومنعه الشراب فمات.

[انتقاض أهل أرمينية]

كان على أرمينية يوسف بن محمد فجاءه البطريق بقراط بن أسواط [٢] وهو بطريق البطارقة يستأمن فقبض عليه وعلى ابنه وبعث بهما إلى المتوكل، فاجتمع بطارقة أرمينية مع ابن أخيه وصهره موسى بن زرارة وتحالفوا على قتله وحاصروه بمدينة طرون في رمضان سنة سبع وثلاثين، وخرج لقتالهم فقتلوه ومن كان معه. فسرّح المتوكل بغا الكبير فسار على الموصل والجزيرة وأناخ على أردن [٣] حتى أخذها وحمل موسى وإخوته إلى المتوكّل وقتل منهم ثلاثين ألفا وسبى خلقا وسار إلى مدينة دبيل فأقام بها شهرا ثم سار إلى تفليس فحاصرها، وبعث في مقدمته ربزك التركي [٤] وكان بتفليس


[١] بياض بالأصل وفي الكامل ج ٧ ص ٥٢: «وركوب السروج بالركب الخشب، وعمل كرتين في مؤخر السروج» .
[٢] بقراط بن أشوط: ابن الأثير ج ٧ ص ٥٨.
[٣] أرزن: ابن الأثير ج ٧ ص ٥٩.
[٤] زيرك التركي: ابن الأثير ج ٧ ص ٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>