للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلويّ إلى الريّ، فسار يعقوب في طلبه، وكتب إلى عامل الريّ يؤذنه بالحرب إن لم يدفعه إليه، فبعث به إليه وقتله ورجع إلى سجستان.

[استيلاء الحسن بن زيد على جرجان]

ولما هرب الحسن بن زيد أمام مفلح من طبرستان، ورجع مفلح اعتزم الحسن على الرجوع إلى جرجان، فبعث محمد بن طاهر إليها العساكر لحفظها فلم يغنوا عنها، وجاء الحسن فملكها وضعف أمر ابن طاهر في خراسان، وانتقض عليه كثير من أعمالها وظهر المتغلّبون في نواحيها وعاث السراة من الخوارج في أعمالها ولم يقدر على دفعهم، وآل ذلك إلى تغلّب الصفّار على ابن طاهر وانتزاع خراسان من يده كما ذكرنا [١] .

[فتنة الموصل]

كان المعتمد قد ولّى على الموصل أساتكين من قوّاد الأتراك فبعث عليها هو ابنه اذكرتكين [٢] وسار إليها في جمادى سنة تسع وخمسين، فأساء السيرة وأظهر المنكر وعسف بالناس في طلب الخوارج، وتعرّض بعض الأيام رجل من حاشيته إلى امرأة في الطريق وتخلّصها من يده بعض الصالحين، فأحضره أذكوتكين وضربه ضربا شديدا، فاجتمع وجوه البلد وتآمروا في رفع أمرهم إلى المعتمد، فركب إليهم ليوقع بهم فقاتلوه وأخرجوه واجتمعوا على يحيى بن سليمان، وولّوه أمرهم، ولما كانت سنة إحدى وستين ولّى أستاكين عليها الهيثم بن عبد الله بن العمد الثعلبي العدوي [٣] وأمره أن يزحف لحربهم ففعل، وقاتلوه أياما وكثرت القتلى بينهم، ورجع عنهم الهيثم وولّى أستاكين مكانه إسحاق بن أيوب الثعلبي [٤] جدّ بني حمدان وغيره،


[١] بياض بالأصل وفي الطبري ج ١١ ص ٢٦٠: «وذكر أنه- أي يعقوب الليث- كتب إلى السلطان كتابا يذكر فيه مسيره إلى الحسن بن زيد، وأنه سار من جرجان إلى طحيس فافتتحها ثم سار إلى سارية، وقد أخرب الحسن بن زيد القناطر ورفع المعابر وعور الطريق، وعسكر الحسن بن زيد على باب سارية متحصنا بأودية عظام، وقد مالأه خرشاد بن جيلا وصاحب الديلم فزحف باقتدار فيمن جمع اليه من الطبرية والديالمة والخراسانية والقمية والجبلية والشامية والجزرية فهزمته وقتلت عدة لم يبلغها بعهدي عدة، وأسرت سبعين من الطالبيين وذلك في رجب وسار الحسن بن زيد إلى الشرر ومعه الديلم» .
[٢] اذكوتكين: ابن الأثير ج ٧ ص ٢٦٩.
[٣] الهيثم بن عبد الله بن المعمر التغلبي ثم العدوي: ابن الأثير ج ٧ ص ٢٧٠.
[٤] التغلبي: المرجع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>