للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جرجان [١] وبها أحمد بن جيفونة [٢] من قوّاد ابن طولون فأهمل مسيره وقال له بعض الأعراب واسمه أبو الأعز [٣] : لا يهمك أمره فإنه طيّاش قلق وأنا آتيك به! فقال:

افعل وزاده عشرين رجلا، وسار إلى عسكر موسى بن أتامش، فأكمن بعض أصحابه ودخل العسكر بالباقي على زيّ الأعراب وقصد الخيل المرتبطة عند خيام ابن موسى فأطلقها وصاحوا فيها فنفرت واهتاج العسكر وركبوا واستطرد لهم أبو الأعز حتى جاوز الكمين وموسى في أوائلهم، فخرج الكمين وانهزم أصحاب موسى من ورائه، وعطف عليه أبو الأعز فأخذه أسيرا وجاء به إلى ابن جيفونة، وبعث به إلى ابن طولون فاعتقله وعاد إلى مصر وذلك سنة ست وستين.

(ومن أخبار الزنج) أنّ سليمان احتفر نهرا يمرّ إلى سواد الكوفة ليتهيأ له الغارة على تلك النواحي وكان أحمد بن كيتونة [٤] فكبسهم وهم يعلمون، وقد جمّروا عساكرهم لذلك فأوقع بهم وقتل منهم نحوا من أربعين قائدا وأحرق سفنهم، ورجع سليمان مهزوما إلى طهتا. ثم عدّت عساكر الزنج النعمانيّة واستباحوها وصار أهلها الى جرجرايا وأحفل أهل السواد إلى بغداد، وزحف عليّ بن أبان بعسكر الزنج إلى تستر فحاصرها وأشرف على أخذها. وكان الموفّق استعمل على كور الأهواز مسرورا البلخيّ فولّى عليها تكين البخاريّ فسار إليها ووافاها أهل تستر في تلك الحال فأغزى عليّ ابن أبان وهزمه وقتل من الزنج خلقا ونزل تستر. وبعث ابن أبان جماعة من قوّاد الزنج ليقيموا بقنطرة فارس، وجاء عين بخبرهم إلى تكين فكبسهم وهزمهم وقتل منهم جماعة. وسار ابن أبان فانهزم أمامه، وكتب ابن أبان إلى تكين يسأله الموادعة فوادعه بعض الشيء واتهمه مسرور فسار وقبض عليه وحبسه عند عجلان بن أبان، وفرّ منه أصحابه وطائفة إلى الزنج وطائفة إلى محمد بن عبد الله الكرخيّ ثم أمّن الباقين فرجعوا إليه.

[موت يعقوب الصفار وولاية عمر وأخيه]

وفي سنة خمس وستين أخريات شوّال منها مات يعقوب الصفّار وقد كان افتتح


[١] حسب مقتضى السياق ينبغي ان تكون حرّان، راجع ابن الأثير ج ٧ ص ٣١٨.
[٢] احمد بن جيعويه: المرجع السابق.
[٣] ابو الأغر: المرجع السابق.
[٤] بياض بالأصل وفي الكامل ج ٧ ص ٣٢٢: «أحمد بن ليثويه، وهو عامل الموفّق بجنبلاء» .

<<  <  ج: ص:  >  >>