للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالمال. فبعث إليه بالأموال، وبعث عمرو إلى الموفق بثلاثمائة ألف دينار، وبخمسين منّا من المسك ومثلها من العنبر ومائتين من العود، وثلاثمائة ثوب من الوشي ومن آنية الذّهب والفضّة والدواب والغلمان قيمة مائة ألف دينار. واستأذنه في غزو محمد ابن عبيد الكرديّ في رامهرمز فأذن له، فبعث قائدا من جيشه إليه فأسره وجاء به إلى عمرو، ثم عزل المعتمد سنة إحدى وستين عمرو بن الليث عما كان قلّده من الأعمال، وأدخل إليه الحاج من أهلها عند منصرفهم من مكة، فأعلمهم بعزله، وأنه قد ولّى على خراسان محمد بن طاهر، وأمر بلعن عمرو على المنابر. وجهّز مخلّد ابن صاعد إلى فارس لحرب عمرو، واستخلف محمد بن طاهر على خراسان رافع بن هرثمة، وكتب المعتمد إلى أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف يأمره بقتاله، وبعث إليه الجيوش فاقتتلوا مع عمرو، وكان في خمسة عشر ألف مقاتل، فانهزم عمرو وخرج قائده الديلميّ وقتل مائة من أعيانهم وأسر ثلاثة آلاف، فاستأمن منهم وغنموا من عسكره ما لا يحصى. ثم زحف الموفّق سنة أربع وسبعين إلى فارس لحرب عمرو فأنفذ عمرو ابنه محمدا إلى أرّجان في العساكر، وعلى مقدّمته أبو طلحة بن شركب وعبّاس بن إسحاق إلى سيراف، واستأمن أبو طلحة إلى الموفّق ففتّ ذلك في عضد عمرو، وعاد إلى كرمان واستراب الموفّق بأبي طلحة فقبض عليه قريبا من شيراز، وجعل ماله لابنه أبي العبّاس المعتضد، وسار في طلب عمرو، فخرج من كرمان إلى سجستان ومات ابنه محمد بالمفازة، ورجع عنه الموفّق وسار رافع بن الليث من خراسان وغلب محمد بن زيد على طبرستان كما قدّمناه، (وقدم عليه هنالك عليّ بن الليث هو وابناه المعدّل والليث بن حسن أخيه عليّ بكرمان ثم قتله رافع سنة ثمان وستين) [١] .

[مسير الموفق إلى أصبهان والجبل]

كان كاتب أتوتكين [٢] أنهى إلى المعتضد أن له مالا عظيما ببلاد الجبل فتوجّه لذلك فلم يجد شيئا ثم سار إلى الكرخ ثم إلى أصبهان يريد أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف


[١] المعنى غير واضح والعبارة مشوشة ويذكر ابن الأثير في احداث ٢٧٨: «وفيها قتل علي بن الليث أخو الصفّار، قتله رافع بن هرثمة، وكان قد حنق به، وترك أخاه» . والمعدل والليث هما ابنا عليّ بن الليث.
[٢] اذكوتكين: وقد مرّ ذكره من قبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>