للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بخارى، ولحق رافع بخوارزم في فلّ من العسكر ومعه بقية أمواله وآلته، ومرّ في طريقه بأبي سعيد الدرعاني ببلد فاستغفله وغدر به وحمل رأسه إلى عمرو بن الليث بنيسابور وذلك في شوّال سنة ثلاث وثمانين.

[خبر الخوارج بالموصل]

قد تقدّم لنا أنّ خوارج الموصل من الشراة استفدر عليهم بعد مساور هارون الشاري وذكرنا شيئا من أخبارهم. ثم خرج عليه سنة ثمانين محمد بن عبادة ويعرف بأبي جوزة من بني زهير من البقعاء، وكان فقيرا ومعاشه ومعاش بنيه في التقاط الكمأة وغيرها وأمثال ذلك، وكان يتديّن ويظهر الزهد، ثم جمع الجموع وحكم واستجمع إليه الأعراب من تلك النواحي، وقبض الزكوات والأعشار من تلك الأعمال، وبنى عند سنجار حصنا ووضع فيه أمتعته وما عونه، وأنزل به ابنه أبا هلال في مائة وخمسين، فجمع هارون الشاري أصحابه وبدأ بحصار الحصن فأحاط به ومحمد بن عبادة في داخله. وجدّ في حصاره حتى أشرف على فتحه وقيّد أبا هلال ابنه ونفرا معه وبعث بنو ثعلب وهم مع هارون إلى من كان بالحصن من بني زهير فأمّنوهم، وملك هارون الحصن. ثم ساروا إلى محمد فلقيهم وهزمهم أوّلا ثم كرّوا عليه مستميتين فهزموه، وقتلوا من أصحابه ألفا وأربعمائة، وقسّم هارون ماله ولحق محمد بآمد، فحاربه صاحبها أحمد بن عيسى بن الشيخ فظفر به وبعثه إلى المعتضد فسلخه حيّا.

[إيقاع المعتضد ببني شيبان واستيلاؤه على ماردين]

وفي سنة ثمانين سار المعتضد إلى بني شيبان بأرض الجزيرة ففرّوا أمامه، وأثار على طوائف من العرب عند السّند فاستباحهم، وسار إلى الموصل فجاءه بنو شيبان وأعطوه رهنهم على الطاعة، فغلبهم وعاد إلى بغداد. وبعث إلى أحمد بن عيسى بن الشيخ في أموال ابن كنداج التي أخذها بأحمد، فبعث بها وبهل أياما كثيرة معها [١] . ثم بلغه أنّ أحمد بن حمدون ممالئ لهارون الشاري، وداخل في دعوته، فسار المعتضد إليه سنة إحدى وثمانين واجتمع الأعراب من بني ثعلب وغيرهم للقائه، وقتل منهم


[١] هكذا بالأصل وفي الكامل لابن الأثير ج ٧ ص ٤٦٢: «وأرسل إلى احمد بن عيسى بن الشيخ يطلب منه ما اخذه من أموال كنداجيق بآمد، فبعثه اليه ومعه هدايا كثيرة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>