للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خراسان كما كانت لعمرو، وكان عمرو عظيم السياسة، وكان يستكثر من المماليك ويجرى علي الأرزاق ويفرّقهم على قوّاد ليطالعوه بأخبارهم. وكان شديد الهيبة، ولم يكن أحد يتجاسر أن يعاقب غلاما ولا خادما إلا أن يرفعه إلى حجّابه.

استيلاء ابن سامان على طبرستان من يد العلويّ ومقتله

ولما بلغ محمد بن زيد العلويّ صاحب طبرستان والديلم ما وقع بعمر وبن الليث وأنه أسر طمع هو في خراسان وظنّ أنّ ابن إسماعيل لا يتجاوز عمله، فسار إلى جرجان وبعث إليه إسماعيل بالكف فأبى، فجهّز لحربه محمد بن هارون، وكان من قوّاد رافع بن الليث. واستأمن إلى عمرو ثم إلى إسماعيل فنظّمه في قوّاده وندبه الآن لحرب محمد بن زيد، فسار لذلك. ولقيه على باب خراسان، فاقتتلوا قتالا شديدا، وانهزم محمد بن هارون أوّلا وافترقت عساكر محمد بن زيد على النهب ثم رجع هو وأصحابه، وانهزم محمد بن زيد وجرح جراحات فاحشة هلك منها لأيام، وأسر ابنه زيد، وبعث به إسماعيل إلى بخارى واجترأ عليه وغنم ابن هارون معسكرهم، ثم سار إلى طبرستان فملكها وصار خراسان وطبرستان لبني سامان، واتصلت لهم دولة نذكر سياقة أخبارها عند إفراد دولتهم بالذكر كما شرطناه في تأليفنا.

[ولاية علي بن المعتضد على الجزيرة والثغور]

ولما ملك المعتضد آمد من يد ابن الشيخ كما قدّمناه، سار إلى الرقّة وتسلّم قنّسرين والعواصم من يد عمّال هارون بن خمارويه لأنه كان كتب إليه أن يقاطعه على الشام ومصر ويسلّم إليه أعمال قنّسرين، ويحمل إليه أربعمائة ألف دينار وخمسين ألفا فأجابوه وسار من آمد إلى الرقّة فأنزل ابنه عليّا الّذي لقّبه بعد ذلك بالمكتفي وعقد له على الجزيرة وقنّسرين والعواصم سنة ست وثمانين. واستكتب له الحسن بن عمر النصراني واستقدم وهو بالرقّة راغبا مولى الموفّق من طرسوس، فقدم عليه وحبسه وحبس ملنون غلامه، واستصفى أموالهما، ومات راغب لأيام من حبسه وقد كان راغب استبدّ بطرسوس وترك الدعاء لهارون بن خمارويه، ودعا لبدر مولى المعتضد. ولما جاء أحمد بن طبان للغزّ سنة ثلاث وثمانين تنازع معه راغب، فركب أحمد البحر في

<<  <  ج: ص:  >  >>