للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجوعه ولم يعرّج على طرسوس وترك بها دميانة غلام بازيار [١] وأمدّه فقوي وأنكر على راغب أفعاله بحمل دميانة إلى بغداد، واستبدّ راغب إلى استدعاء المعتضد ونكبه كما قلناه، وولّى ابن الأخشاء على طرسوس فمات لسنة. واستخلف أبا ثابت وخرج سنة سبع وثمانين غازيا فأسر وولّى الناس عليهم مكانه علي بن الأعرابيّ، ولحق بملطية في هذه السنة وصيف مولى محمد بن أبي الساج صاحب بردعة، وكتب إلى المعتمد يسأله ولاية الثغور وقد وطأ صاحبه أن يسير إليه إذا وليها فيقصدان ابن طولون ويملكان مصر من يده، وظهر المعتضد على ذلك فسار لاعتراضه، وقدّم العساكر بين يديه، فأخذوه بعين زربة وجاءوا به إلى المعتضد فحبسه، وأمّن عسكره ورحل إلى قرب طرسوس، واستدعى رؤساءها وقبض عليهم بمكاتبتهم وصيفا، وأمر بإحراق مراكب طرسوس بإشارة دميانة، واستعمل على أهل الثغور الحسن بن علي كورة وسار إلى أنطاكية وحلب ورجع منها إلى بغداد وقتل وصيفا وصلبه. واستقدم المكتفي بعد وفاة المعتضد الحسن بن عليّ، وولّى على الثغور مظفّر بن حاج. ثم شكا أهل الثغر منه فعزله وولّى أبا العشائر بن أحمد بن نصر سنة تسعين.

[حرب الأعراب]

وفي سنة ست وثمانين اعترضت طيِّئ ركب الحاج بالاجيعر، وقاتلوه ونهبوا أموال التجّار ما قيمته ألف ألف دينار، ثم اعترضوا الحاج كذلك سنة تسع وثمانين بالقرن فهزمهم الحاج وسلموا.

[تغلب ابن الليث على فارس وإخراج بدر إياه]

وفي فاتح ثمان وثمانين جاء طاهر بن محمد بن عمرو بن الليث في العساكر إلى بلاد فارس، وأخرج منها عامل المعتضد وهو عيسى النوشريّ كان على أصبهان فولّاه المعتضد فارس، فسار إليها فجاءه طاهر وملكها. وكتب إليه إسماعيل صاحب ما وراء النهر بأن المعتضد ولّاه سجستان لذلك، وعقد المعتضد لبدر مولاه على فارس، وهرب عمّال طاهر عنها وملكها بدر وجبى خراجها. ثم مات المعتضد وسار مغرّبا عن فارس فقتل بواسط وقاطع طاهر بلاد فارس على مال يحمله، فقلّده المكتفي ولايتها سنة تسعين.


[١] مازيار.

<<  <  ج: ص:  >  >>