للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعمالها وأعمال ديار ربيعة. وقد كان المقتدر تقدّم إليه بذلك. ثم سار إلى أذربيجان وقد مات مولاه سبك، فاستولى عليها وسار سنة إحدى عشرة إلى الريّ وكان عليها أحمد بن علي أخو صعلوك، وقد اقتطعها كما قدّمنا، ثم انتقض على المقتدر وهادن ما كان بن كالي من قوّاد الديلم القائم بدعوة أولاد الأطروش في طبرستان وجرجان.

فلما جاء يوسف إلى الريّ حاربه أحمد فقتله يوسف، وأنفذ رأسه إلى بغداد، واستولى على الريّ في ذي الحجة وأقام بها مدّة، ثم سار عنها إلى همذان فاتح ثلاث عشرة، واستخلف بها مولاه مفلحا وأخرجه أهل الريّ عنهم، فعاد يوسف إليهم في جمادى من سنته، واستولى عليها ثانية. ثم قلّده المقتدر سنة أربع عشرة نواحي المشرق وأذن له في صرف أموالها في قوّاده وأجناده وأمره بالمسير إلى واسط، ثم منها إلى هجر لمحاربة أبي طاهر القرمطيّ، فسار يوسف إلى طاهر وكان بها مؤنس المظفّر، فرجع إلى بغداد وجعل له أموال الخراج بنواحي همذان وساوة وقمّ وقاشان وماه البصرة وماه الكوفة وماسبذان لينفقها في عسكره، ويستعين بها على حرب القرامطة، ولما سار من الريّ كتب المقتدر إلى السعيد نصر بن سامان بولاية الريّ وأمره بالمسير إليها وأخذها من فاتك مولى يوسف، فسار إليها فاتح أربع عشرة، فلما انتهى إلى جبل قارن منعه أبو نصر الطبري من العبور، وبذل له ثلاثين ألف دينار فترك سبيله وسار إلى الريّ فملكها من يد فاتك وأقام بها شهرين، وولّى عليها سيمجور الدواني [١] وعاد إلى بخارى. ثم استعمل على الريّ محمد بن أبي صعلوك فأقام بها إلى شعبان سنة ست عشرة وأصابه مرض، وكان الحسن بن القاسم الداعي وما كان ابن كالي أميري الديلم في تسليم الريّ إليهما، فقدما وسار عنها ومات في طريقه، واستولى الداعي والديلم عليها.

[بقية الخبر عن وزراء المقتدر]

قد تقدّم الكلام في وزارة حامد بن العبّاس وأنّ عليّ بن عيسى كان مستبدّا عليه في وزارته، وكان كثيرا ما يطرح جانبه ويسيء في توقعاته [٢] على عمّاله. وإذا اشتكى إليه أحد من نوّابه يوقّع على القصّة: إنما عقد الضمان على الحقوق الواجبة فليكفّ


[١] سيمجور الدواتي.
[٢] الصحيح: توقيعاته ج توقيع.

<<  <  ج: ص:  >  >>