للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كورتكين عن بغداد إلى عكبرا فقاتله ابن رائق أياما ثم أسرى له ليلة عرفة فأصبح ببغداد من الجانب الغربيّ ولقي الخليفة وركب معه في دجلة، ووصل كورتكين آخر النهار فركب ابن رائق لقتاله وهو مرجل، واعتزم على العود إلى الشام [١] ، ثم طائفة من عسكره ليعبروا دجلة ويأتوا من ورائهم، وصاحت العامّة مع ابن رائق بكورتكين وأصحابه ورجموهم، فانهزموا واستأمن منهم نحو أربعمائة فقتلوا وقتل قوّاده، وخلع المتّقي على ابن رائق وولّاه أمير الأمراء، وعزل الوزير أبا جعفر الكرخيّ لشهر من ولايته، وولّى مكانه أحمد الكوفيّ وظفر بكورتكين فحبسه بدار الخلافة.

وزارة ابن البريدي واستيلاؤه على بغداد وفرار المتقي الى الموصل

لما استقرّ ابن رائق في إمارة الأمراء بدمشق ببغداد أخّر ابن البريدي حمل المال من واسط، فانحدر إليه في العساكر في عاشوراء من سنة ثلاثين، وهرب بنو البريدي إلى البصرة. ثم سعى أبو عبد الله الكوفيّ بينهم وبين ابن رائق، وضمن واسط بستمائة ألف دينار وبقاياها بمائتي ألف. ورجع ابن رائق إلى بغداد فشغبت عليه الجند، وفيهم تورون وأصحابه. ثم انفضوا آخر ربيع إلى أبي عبد الله بواسط، فقوي بهم وذهب ابن رائق إلى مداراته، فكاتبه بالوزارة واستخلف عليها أبا عبد الله بن شيرزاد. ثم انتقض واعتزم على المسير إلى بغداد في جميع الأتراك والديلم. وعزم ابن رائق على التحصّن بدار الخلافة، ونصب عليها المجانيق والعرّادات، وجنّد العامّة، فوقع الهرج، وخرج بالمتّقي إلى نهر دبالي منتصف جمادى الآخرة. وأتاهم أبو الحسين في الماء والبرّ فهزمهم ودخل دار الخلافة، وهرب المتّقي وابنه أبو منصور وابن رائق إلى الموصل لستة أشهر من إمارته. واختفى الوزير القراريطي ونهبت دار الخليفة، ودور الحرم، وعظم الهرج، وأخذ كورتكين من محبسه فأنفذ إلى واسط، ولم يتعرّضوا للقاهر. وكان نزل أبو الحسن بدار الخلافة وجعل توزون على الشرطة بالجانب الغربيّ، وأخذ رهائن القوّاد توزون وغيره وبعث بنسائهم وأولادهم إلى


[١] يبدو هنا انه حذفت عبارة أثناء النسخ وفي الكامل لابن الأثير ج ٨ ص ٣٧٦: «ثم انه عزم ان يناوشهم شيئا من قتال قبل مسيره فأمر طائفة من عسكره ان يعبروا دجلة ... »

<<  <  ج: ص:  >  >>