للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأحرقها وأخذ أخويه وأمّهما فبعثهم إلى واسط في ذي القعدة سنة ثلاث وستين، وانحدر المطيع معهم فردّه وترك الأتراك في دور الديلم ونهبوها وثارت العامة مع سبكتكين لأنّ الديلم كانوا شيعة وسفكت الدماء وأحرق الكرخ وظهر أهل السنّة.

[خلع المطيع وولاية الطائع]

كان المطيع قد أصابه الفالج وعجز عن الحركة وكان يتستّر به وانكشف حاله بسبكتكين في هذه الواقعة، فدعاه إلى أن يخلع نفسه ويسلّم الخلافة عبد الكريم ففعل ذلك منتصف ذي القعدة سنة ثلاث وستين لست وعشرين سنة ونصف من خلافته، وبويع ابنه عبد الكريم ولقب الطائع.

[الصوائف]

وعادت الصوائف منذ استبدّ ناصر الدولة بن حمدان بالموصل وأعمالها، وملك سيف الدولة أخوه مدينتي حلب وحمص سنة ثلاث وثلاثين، فصار أمر الصوائف إليه فنذكرها في أخبار دولتهم. فقد كان لسيف الدولة فيها آثار وكان للروم في أيامه جولات حسنت فيها مدافعته. وأمّا الولايات فانقطعت منذ استيلاء معزّ الدولة على العراق، وانقسمت الدولة الإسلامية دولا نذكر ولايات كلّ منها في أخبارها عند انفرادها على ما شرطناه.

[فتنة سبكتكين وموته وامارة افتكين [١]]

لما وقع بختيار في الأتراك بالأهواز ما وقع وانتقض سبكتكين ببغداد عمد بختيار إلى من حبسه من الأتراك فأطلقهم، وولّى منهم على الأتراك زادويه الّذي كان عامل الأهواز، وسار إلى واسط للقائه وأخويه، وكتب إلى عمه ركن الدولة وابن عمه عضد الدولة يستنجدهما، وإلى أبي ثعلب بن حمدان في المدد بنفسه، ويسقط عنه مال الأقطاع، وإلى عمران بن شاهين بالبطيحة كذلك، فجهّز إليه عمّه ركن الدولة العسكر مع وزيره أبي الفتح بن العميد، وكتب إلى ابن عمّه عضد الدولة بالمسير معه فتثاقل وتربّص بختيار طمعا في ملك العراق. وأمّا عمران بن شاهين فدافع واعتذر


[١] ألفتكين: ابن الأثير ج ٨ ص ٦٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>