للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في اتباعه فثار به [١] أهل الموصل نفورا من سوء سيرة الديلم فهرب منها ودخل باد وملك الموصل. وحدّث نفسه بالمسير إلى صمصام الدولة ببغداد وانتزاع بغداد من يد الديلم واحتفل فيه ولقيهم باد في صفر من سنة أربع وسبعين فهزموه وملكوا الموصل.

ولحق باد بديار بكر وجمع عليه عساكر. وكان بنو سيف الدولة بن حمدان بحلب قد ملكها معهم سعد الدولة ابنه بعد مهلكه، فبعث إليه صمصام الدولة أن يكفيه أمر باد على أن يسلّم إليه ديار بكر، فبعث سعد الدولة إليه جيشا فلم يكن لهم طاقة، وزحفوا إلى حلب فبعث سعد الدولة من اغتاله في مرقده بخيمته من البادية وضربه فاعتل وأشفى على الموت، وبعث إلى سعد وزياد الأميرين بالموصل فصالحهما على أن تكون ديار بكر والنصف من طور عبدين لباد، ورجع زياد إلى بغداد وهو الّذي جاء بعساكر الديلم وانهزم باد أمامه. ثم توفي سعد الحاجب بالموصل سنة سبع وسبعين فتجدّد لباد الطمع في ملكها، وبعث شرف الدولة على الموصل أبا نصر خواشاذه فدخل الموصل واستمدّ العساكر والأموال فأبطأت عنه فدعا العرب من بني عقيل وبني نمير وأقطعهم البلاد ليدافعوا عنها. واستولى باد على طور عبدين وأقام بالجبل، وبعث أخاه في عسكر لقتال العرب فانهزم وقتل. وبينما خواشاذه يتجهّز لقتال باد جاءه الجند بموت شرف الدولة. ثم جاء أبو إبراهيم وأبو الحسين [٢] ابنا ناصر الدولة بن حمدان أميرين على الموصل من قبل بهاء الدولة، وبقيت في ملكهما إلى سنة إحدى وثمانين، فبعث بهاء الدولة عسكرا مع أبي جعفر الحجّاج بن هرمز فملكها، وزحف إليه أبو الرواد محمد بن المسيّب أمير بني عقيل فقاتله وبالغ في مدافعته واستمدّ بهاء الدولة فبعث إليه الوزير أبا القاسم عليّ بن أحمد وسار أوّل سنة اثنتين وثمانين وكتب إلى أبي جعفر بالقبض عليه بسعاية ابن المعلم، وشعر الوزير بذلك فصالح أبا الرواد ورجع ووجد بهاء الدولة قد قبض على ابن المعلّم وقتله.

[وفاة شرف الدولة وملك بهاء الدولة]

ثم توفي شرف الدولة أبو الفوارس شرزيك [٣] بن عضد الدولة في جمادى سنة تسع.

وسبعين لسنتين وثمانية أشهر من إمارته ودفن بمشهد على بعد أن طالت علّته


[١] الضمير يعود الى سعيد.
[٢] هكذا بالأصل وفي الكامل ج ٩ ص ٦٦: «ابو طاهر إبراهيم وأبو عبد الله الحسين» .
[٣] أبو الفوارس شيرزيل بن عضد الدولة: ابن الأثير ج ٩ ص ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>