للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صمصام الدولة وملكها طغان، وكان أكثر أصحابه الترك وأكثر أصحاب صمصام الدولة الديلم ومعه تميم وأسد، فزحف إلى طغان بالأهواز، وأسرى من تستر ليكبس الأتراك الذين مع طغان فقتل في طريقه [١] وأصبح دونهم بمرأى منهم فركبوا لقتاله وأكمنوا له ثم قاتلوه فهزموه وفتكوا في الديلم بالقتل حربا وصبرا. وجاء الخبر إلى بهاء الدولة بواسط فسار إلى الأهواز فترك بها طغان، ورجع ولحق صمصام الدولة بفارس فاستلحم من وجد بها من الأتراك وهرب فلّهم إلى كرمان، واستأذنوا ملك السّند في اللحاق بأرضه فأذن لهم، ثم ركب لتلقيهم فقتلهم عن آخرهم. ثم جهّز صمصام الدولة عساكره إلى الأهواز مع العلاء بن الحسن وكان أفتكين برامهرمز من قبل بهاء الدولة مكان أبي كاليجار المرزبان بن سفهيعون [٢] وجاء بهاء الدولة إلى خوزستان للعلاء قائد صمصام الدولة، وكاتبه وكاتب أفتكين وابن مكرم إلى أن قرب منهم، وملك البلد من أيديهم وأقاموا بظاهرها، واستمدّوا بهاء الدولة فأمدّهم بثمانين من الأتراك فقتلوهم عن آخرهم، وسار بهاء الدولة نحو الأهواز، ثم عاد إلى البصرة وعاد ابن مكرم إلى عسكر مكرم والعلاء والديلم في اتّباعه إلى أن جاوزوا تستر إليه فاقتتلوا طويلا وأصحاب بهاء الدولة من تستر إلى رامهرمز وهم الأتراك وأصحاب صمصام لدولة من تستر إلى أرّجان فاقتتلوا ستة أشهر ورجعوا إلى الأهواز ثم رحل الأتراك إلى واسط واتبعهم العلاء قليلا ثم رجع وأقام بعسكر مكرم.

[ملك صمصام الدولة البصرة]

لما رحل بهاء الدولة إلى البصرة استأمن كثير من الديلم الذين معه إلى العلاء نحو من أربعمائة، فبعثهم مع قائده السكرستان [٣] الى البصرة وقاتلوا أصحاب بهاء الدولة.


[١] الظاهر من المعنى ان صمصام الدولة هو الّذي قتل ولكن المقصود غير ذلك وفي الكامل ج ٩ ص ١٠٤: «وتوجه صمصام الدولة الى الأهواز ومعه عساكر الديلم وتميم وأسد. فلما بلغ تستر وصل ليلا ليكبس الأتراك من عسكر بهاء الدولة. فضلّ الأولاء في الطريق. فأصبح على بعد منهم.
ورأتهم طلائع الأتراك فعادوا بالخبر، فحذروا واجتمعوا. واصطفوا وجعل مقدّمهم واسمه طغان كمينا.
فلما التقوا واقتتلوا خرج الكمين على الديلم فكانت الهزيمة. وانهزم صمصام الدولة ومن معه من الديلم.
وكانوا الوفاء كثيرة. واستأمن منهم أكثر من ألفي رجل، وغنم الأتراك من اثقالهم شيئا كثيرا» .
[٢] أبي كاليجار المرزبان بن شهفيروز: ابن الأثير ج ٩ ص ١١٢.
[٣] لشكرستان: ابن الأثير ج ٩ ص ١٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>