للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عشرة آلاف وحاصروا بغداد وبها أبو الفتح بن عنّان شهرا. ثم جاءهم الخبر بانهزام ابن واصل بالبطيحة الّذي سار عميد الجيوش إليه فافترقوا، وعاد ابن مزيد إلى بلده وسار أبو جعفر إلى حلوان وأرسل بهاء الدولة في الطاعة وحضر عنده بتستر فأعرض عنه رغبا لعميد الجيوش.

[فتنة بني مزيد وبني دبيس]

كان أبو الغنائم محمد بن مزيد مقيما عند أصهاره بني دبيس في جزيرتهم بخوزستان، فقتل أبو الغنائم بعض رجالاتهم ولحق بأخيه أبي الحسن، فانحدر أبو الحسن إليهم في ألفي فارس، واستمدّ عميد الجيوش فأمدّه بعسكر من الديلم ولقيهم فانهزم أبو الحسن، وقتل أخوه أبو الغنائم.

[ظهور دعوة العلوية بالكوفة والموصل]

وفي أوّل المائة الخامسة خطب قرواش بن المقلّد أمير بني عقيل لصاحب مصر الحاكم العلويّ في جميع أعماله: وهي الموصل والأنبار والمدائن والكوفة، فبعث القادر القاضي أبا بكر الباقلاني إلى بهاء الدولة يعرّفه فأكرمه، وكتب إلى عميد الجيوش بمحاورة قرواش، وأطلق له مائة ألف دينار يستعين بها. وسار عميد الجيوش لذلك فراجع قرواش الطاعة وقطع خطبة العلويين، وكان ذلك داعيا في كتابه المحضر بالطعن في نسب العلويّة بمصر، شهد فيه الرضي والمرتضى وابن البطحاوي وابن الأزرق والزكي وأبو يعلى عمر بن محمد، ومن العلماء والقضاة ابن الأكفاني وابن الجزري وأبو العبّاس الأبي وردي وأبو حامد الأسفرايني والكستلي والقدوري والصهيري وأبو عبد الله البيضاوي وأبو الفضل النسويّ وأبو عبد الله النعمان فقيه الشيعة.

ثم كتب ببغداد محضر آخر بمثل ذلك سنة أربع وأربعين وزيد فيه انتسابهم إلى الديصانية من المجوس وبني القدّاح من اليهود، وكتب فيه العلويّة والعبّاسيّة والفقهاء والقضاة وعملت به نسخ وبعث بها إلى البلاد.

[وفاة عميد الجيوش وولاية فخر الملك]

كان عميد الجيوش أبو علي بن أبي جعفر أستاذ هرمز وكان أبو جعفر هذا من حجّاب عضد الدولة، وجعل ابنه أبا عليّ في خدمة ابن صمصام الدولة، فلما قتل رجع إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>