للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فتنة الأتراك]

وفي سنة ست وأربعين شغب الأتراك على وزير الملك الرحيم في مطالبة أرزاقهم واستعدوه عليه فلم يعدهم فشكوا من الديوان وانصرفوا مغضبين، وباكروا من الغد لحصار دار الخليفة، وحضر البساسيري واستكشف حال الوزير فلم يقف له على خبر. وكبست الدور في طلبه فكان ذلك وسيلة للأتراك في نهب دور الناس. واجتمع أهل المحال لمنعهم، ونهاهم الخليفة فلم ينتهوا فهمّ بالرحلة عن بغداد. ثم ظهر الوزير وأنصفهم في أرزاقهم فتمادوا على بغيهم وعسفهم، واشتدّ عيث الأكراد والأعراب في النواحي فخربت البلاد، وتفرّق أهلها، وأغار أصحاب ابن بدران بالبرد وكبسوا حلل كامل بن محمد بن المسيّب ونهبوها. ونهبوا في جملتها ظهرا وأنعاما للبساسيري وانحل أمر الملك والسلطنة بالكلية.

[استيلاء طغرلبك على أذربيجان وعلى أرمينية والموصل]

سار طغرلبك سنة أربعين إلى أذربيجان فأطاعه صاحب قبرير أبو منصور وشهودان ابن محمد [١] وخطب له ورهن ولده عنده. ثم أطاعه صاحب جنده [٢] أبو الأسوار ثم تبايع سائر النواحي على الطاعة وأخذ رهنهم. وسار إلى أرمينية فحاصر ملازكرد [٣] وامتنعت عليه فخرّب ما جاورها من البلاد. وبعث إليه نصير الدولة بن مروان بالهدايا وقد كان دخل في طاعته من قبل وسار السلطان طغرلبك لغزو بلاد الروم واكتسحها الى أن أردن الروم، ورجع إلى أذربيجان ثم إلى الريّ، وخطب له قريش بن بدران صاحب الموصل في جميع أعماله وزحف إلى الأنبار ففتحها ونهب ما فيها البساسيري فانتقض لذلك وسار في العساكر إلى الأنبار فاستعاده من يده.


[١] بياض بالأصل والأسماء محرفة وفي الكامل ج ٩ ص ٥٩٨: «في هذه السنة- ٤٤٥- سار طغرلبك الى آذربيجان، فقصد تبريز وصاحبها الأمير أبو منصور وهسوذان بن محمد الرواديّ، فأطاعه وخطب له وحمل اليه ما أرضاه به.»
[٢] جنزة: المرجع السابق.
[٣] ملازكرد: المرجع السابق ص ٥٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>