للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلكسكسالربه [١] وأنزع الاقطاعات من يد أصحابه الملك الرحيم فلحقوا بالبساسيري وكثر جمعه، وبعث طغرلبك إلى دبيس بالطاعة وإنفاذ البساسيري فخطب له في بلاده، وطرد البساسيري فسار إلى رحبة ملك، وكاتب المستنصر العلويّ صاحب مصر وأمر طغرلبك بأخذ أموال الأتراك الجند وأهملهم وانتشر الغزّ السلجوقية في سواد بغداد فنهبوا الجانب الغربي من تكريت إلى النيل، والجانب الشرقي إلى النهر وأنات [٢] وخرّب السواد وانجلى أهله وضمن السلطان طغرلبك البصرة والأهواز من هزارشب بن شكر بن عياض [٣] بثلاثمائة وستين ألف دينار، وأقطعه أرّجان، وأمره أن يخطب لنفسه بالأهواز دون ما سواها. وأقطع أبا علي بن كاليجار ويسين [٤] وأعمالها وأمر أهل الكرخ بزيادة الصلاة خير من النوم في نداء الصبح، وأمر بعمارة دار المملكة وانتقل إليها في شوّال. وتوفي ذخيرة الدين أبو العباس محمد بن القائم باللَّه في ذي القعدة من هذه السنة. ثم انكح السلطان طغرلبك من القائم باللَّه خديجة بنت أخيه داود واسمها أرسلان خاتون، وحضر للعقد عميد الملك الكندي وزير طغرلبك وأبو علي بن أبي كاليجار وهزارشب بن شكر بن عياض الكرديّ وابن أبي الشوك وغيرهم من أمراء الأتراك من عسكر طغرلبك. وخطب رئيس الرؤساء وولي العقد وقبل الخليفة بنفسه. وحضر نقيب النقباء أبو علي بن أبي تمّام، ونقيب العلويّين عدنان ابن الرضي [٥] والقاضي أبو الحسن الماوردي وغيرهم.

[انتقاض أبي الغنائم بواسط]

كان رئيس الرؤساء سعى لأبي الغنائم بن المجلبان في ولاية واسط وأعمالها، فوليها وصادر أعيانها، وجنّد جماعة وتقوّى بأهل البطيحة، وخندق على واسط، وخطب


[١] هكذا بالأصل وفي الكامل ج ٩ ص ٦١٣: «وأرسل الخليفة إلى السلطان ينكر ما جرى من قبض الرحيم وأصحابه ونهب بغداد، ويقول: إنهم إنما خرجوا إليك بأمري وأماني، فإن أطلقتهم، وإلا فأنا أفارق بغداد، فاني إنما اخترتك واستدعيتك اعتقادا مني أنّ تعظيم الأوامر الشريفة يزداد، وحرمة الحريم تعظم، وأرى الأمر بالضد، فأطلق بعضهم، وأخذ جميع إقطاعات عسكر الرحيم، وأمرهم بالسعي في أرزاق يحصّلونها لأنفسهم. فتوجه كثير منهم الى البساسيري ولزموه، فكثر جمعه ونفق سوقه.»
[٢] ومن الشرقي الى النهروان: المرجع السابق.
[٣] هزارسب بن بنكير بن عياض: المرجع السابق.
[٤] قرميسين: المرجع السابق ص ٦١٤.
[٥] وهو عدنان بن الشريف الرضي.

<<  <  ج: ص:  >  >>