للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعث السلطان إلى الخليفة يلزمه المسير معه [١] ، وبينا هما على ذلك إذ جاءه الخبر بوفاة طغرل، في المحرّم من سنة تسع وعشرين، فسار السلطان مسعود إلى همذان وأقبلت إليه العساكر فاستولى عليها، وأطاعه أهل البلاد، واستوزر شرف الدين أنوشروان خالدا، وكان قد سار معه بأهله.

[فتنة السلطان مسعود مع المسترشد]

لما استولى السلطان مسعود على همذان استوحش منه جماعة من أعيان الأمراء، منهم برتقش وكزل وسنقر والي همذان، وعبد الرحمن بن طغرلبك، ففارقوه ودبيس بن صدقة معهم، واستأمنوا إلى الخليفة ولحقوا بخوزستان وتعاهدوا مع برسق على طاعة المسترشد، وحذّر المسترشد من دبيس وبعث شديد الدولة ابن الأنباري بالأمان للأمراء دون دبيس، ورجع دبيس إلى السلطان مسعود. وسار الأمراء إلى بغداد فأكرمهم المسترشد، واشتدّت وحشة السلطان مسعود لذلك، ومنافرته للمسترشد فاعتزم المسترشد على قتاله، وبرز من بغداد في عاشر [٢] رجب وأقام بالشفيع وعصي عليه صاحب البصرة فلم يجبه، وأمراء السلجوقية الذين بقوا معه يحرّضونه على المسير فبعث مقدّمته إلى حلوان. ثم سار من شعبان واستخلف على العراق إقبالا خادمه في ثلاثة آلاف فارس ولحقه برسق بن برسق فبلغ عسكره سبعة آلاف فارس، وكان أصحاب الأعراب يكاتبون المسترشد بالطاعة فاستصلحهم مسعود، ولحقوا به، وبلغ عسكره خمسة عشر ألفا، وتسلّل إليه كثير من عسكر المسترشد حتى بقي في خمسة آلاف، وبعث إليه داود ابن السلطان محمود من أذربيجان بأن يقصد الدّينور ليلقاه بها بعسكره فجفل للقاء السلطان مسعود، وسار وفي ميمنته برتقش بازدار وكور


[١] هكذا بالأصل والظاهر ان العبارة سقط منها فقره أثناء النسخ أو الطبع وفي الكامل ج ١١ ص ١٩:
«وكان قد اتّصل الأمير ألبقش السلاحيّ وغيره من الأمراء بالخليفة، وطلبوا خدمته، فاستخدمهم واتّفق معهم. واتّفق أن إنسانا أخذ فوجد معه ملطّفات من طغرل الى هؤلاء الأمراء وخاتمه بالإقطاع لهم، فلما رأى الخليفة ذلك قبض على أمير منهم اسمه أغلبك ونهب ماله، فاستشعر غيره من الأمراء الذين مع الخليفة، فهربوا الى عسكر السلطان مسعود، فأرسل الخليفة الى مسعود في إعادتهم اليه، فلم يفعل واحتجّ بأشياء، فعظم ذلك على الخليفة وحدث بينهما وحشة أوجبت تأخّره عن المسير معه، وأرسل اليه يلزمه بالمسير معا أمرا جزما، فيما الأمراء على هذا، إذ جاءه الخبر بوفاة طغرل»
[٢] في العشرين من رجب: ابن الأثير ج ١١ ص ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>