للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مقتل سنكاه بن أحمد أخي شملة]

قد ذكرنا في دولة المستنجد فتنة سنكاه هذا وعمّه شملة صاحب خوزستان. ثم جاء ابن سنكاه إلى قلعة الماهكيّ فبنى بإزائها قلعة ليتمكّن بها من تلك الأعمال، فبعث المستضيء العسكر من بغداد لمنعه فقاتلهم واشتدّ قتاله. ثم انهزم وقتل وعلّق رأسه ببغداد وهدمت القلعة.

[وفاة قايماز وهربه]

قد ذكرنا شأن قطب الدين قايماز وأنه الّذي بايع للمستضيء وجعله أمير العسكر وجعله عضد الدين أبو الفرج ابن رئيس الرؤساء وزيرا. ثم استفحل أمر قايماز وغلب على الدولة وحمل المستضيء على عزل عضد الدين أبي الفرج من الوزارة، فلم يمكّنه مخالفته، وعزله سنة سبع وستين فأقام معزولا. وأراد الخليفة سنة تسع وتسعين أن يعيده إلى الوزارة فمنعه قطب الدين من ذلك، وركب فأغلق المستضيء أبواب داره مما يلي بغداد، وبعث إلى قايماز ولاطفه بالرجوع فيما هم به من وزارة عضد الدين فقال: لا بدّ من إخراجه من بغداد! فاستجار برباط شيخ الشيوخ صدر الدين عبد الرحيم بن إسماعيل فأجاره، واستطال قايماز على الدولة وأصهر على علاء الدين يتامش في أخته فزوّجها منه وحملوا الدولة جميعا. ثم سخط قايماز ظهير الدين ابن العطّار صاحب المخزن وكان خاصّا بالخليفة، وطلبه فهرب فأحرق داره.

وجمع الأمراء فاستحلفهم على المظاهرة وأن يقصدوا دار المستضيء ليخرجوا منها ابن العطّار، فقصد المستضيء على سطح داره وخدّامه يستغيثون، ونادى ليخرجوا منها ابن العطّار، فقصد المستضيء على سطح داره وخدّامه يستغيثون، ونادى في العامّة بطلب قايماز ونهب داره فهرب من ظهر بيته، ونهبت داره وأخذ منها ما لا يحصى من الأموال واقتتل العامّة على [١] ولحق قايماز بالحلّة وتبعه الأمراء، وبعث إليه المستضيء شيخ الشيوخ عبد الرحيم ليسير عن الحلّة إلى الموصل تخوّفا من عوده إلى بغداد فيعود استيلاؤه لمحبّة العامة فيه، وطاعتهم له، فسار إلى الموصل


[١] بياض بالأصل وفي الكامل ج ١١ ص ٤٣٤: «فقصد الخلق كلّهم دار قطب الدين للنهب، فلم يمكنه المقام لضيق الشوارع وغلبة العامّة، فهرب من داره من باب فتحه في ظهرها لكثرة الخلق على بابها، وخرج من بغداد ونهبت داره.»

<<  <  ج: ص:  >  >>