للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجلين فقتلاه في خلوته. ولما أيقنوا بقتله اجتمعوا إلى أخته ست الملك فأحضرت عليّ بن دواس، وأجلس عليّ بن الحاكم صبيا لم يناهز الحلم وبايع له الناس، ولقّب الظاهر لإعزاز دين الله، ونفذت الكتب إلى البلاد بأخذ البيعة له. ثم حضر ابن دواس من الغد وحضر معه القوّاد فأمرت ست الملك خادمها فعلاه بالسيف أمامهم حتى قتله وهو ينادي بثأر الحاكم فلم يختلف فيه اثنان، وقامت بتدبير الدولة أربع سنين ثم ماتت. وقام بتدبير الدولة الخادم معضاد وتافر بن الوزّان، وولي وزارته أبو القاسم علي بن أحمد الجرجرائي [١] وكان متغلبا على دولته، وانتقض الشام خلال ذلك، وتغلّب صالح بن مرداس من بني كلاب على حلب، وعاث بنو الجرّاح في نواحيه، فبعث الظاهر سنة عشرين قائده الزريري [٢] والي فلسطين في العساكر، وأوقع بصالح بن الجرّاح، وقتل صالح وابنه وملك دمشق. وملك حلب من يد شبل الدولة نصر بن صالح وقتله، وكان بينه وبين بني الجرّاح قبل ذلك وهو بفلسطين حروب، حتى هرب من الرملة إلى قيسارية فاعتصم بها وأخرب ابن الجرّاح الرملة وأحرقها. وبعث السرايا فانتهت إلى العريش وخشي أهل بلبيس وأهل القرافة على أنفسهم، فانتقلوا إلى مصر، وزحف صالح بن مرداس في جموع العرب لحصار دمشق وعليها يومئذ ذو القرنين ناصر الدولة بن الحسين. وبعث حسّان بن الجرّاح إليهم بالمدد، ثم صالحوا صالح بن مرداس وانتقل إلى حصار حلب وملكها من يد شعبان الكتامي، وجرّدت العساكر من الشام مع الوزيري [٢] وكان ما تقدّم وملك دمشق وأقام بها.

[(وفاة الظاهر وولاية ابنه المستنصر)]

ثم توفي الظاهر لإعزاز دين الله أبو الحسن عليّ بن الحاكم منتصف شعبان سنة سبع وعشرين لست عشرة سنة من خلافته، فولي ابنه أبو تميم معدّ ولقّب المستنصر بأمر الله، وقام بأمره وزير أبيه أبو القاسم عليّ بن أحمد الجرجرائي، وكان بدمشق


[١] الجرجرائي: ابن الأثير ج ٩ ص ٤٤٧.
[٢] اسمه انوشتكين الوزيري وهو نائب المستنصر باللَّه صاحب مصر بالشام المرجع السابق. ص ٥٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>