للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابنه المطرّف على قصره، فقتل أخاه في محبسه مفتاتا [١] بذلك على أبيه، وحزن الأمير عبد الله على ابنه محمد، وضم ابنه عبد الرحمن إلى قصره وهو ابن يوم فربي مع ولده. ثم بعث الأمير عبد الله ابنه المطرّف بالصائفة سنة ثلاث وثمانين ومائتين، ومعه الوزير عبد الملك بن أمية ففتك المطرّف بالوزير لعداوة بينهما، وسطا [٢] به أبوه الأمير عبد الله وقتله أشرّ قتله ثأر فيها منه بأخيه محمد وبالوزير. وعقد مكان الوزير لابنه أميّة فسنح على الفقراء [٣] بأنفه، وترفّع على الوزراء فمقتوه وسعوا فيه عند الأمير عبد الله بأنه بايع جماعة من سماسرة الشرّ لأخيه هشام بن محمد، ولفّقت بذلك شهادات اعتمد القاضي حينئذ قبولها [٤] للساعين أن يجعلوا في الجماعة للمشهود عليهم بالبيعة بعض أعدائه فتمّت الحيلة، وقتل هشام أميّة الوزير وذلك سنة أربع وثمانين.

[(وفاة الأمير عبد الله بن محمد وولاية حافده عبد الرحمن الناصر بن محمد)]

ثم توفي الأمير عبد الله في شهر ربيع الأوّل من آخر المائة الثالثة لست وعشرين سنة من إمارته، وولي حافده عبد الرحمن ابن ابنه محمد قتيل أخيه المطرّف، وكانت ولايته من الغريب لأنه كان شابا وأعمامه وأعمام أبيه حاضرون فتصدّى إليها وحازها دونهم، ووجد الأندلس مضطربة فسكنها، وقاتل المخالفين حتى أذعنوا واستنزل الثّوار ومحا أثر ابن حفصون كبيرهم، وحمل أهل طليطلة على الطاعة، وكانوا معروفين بالخلاف والانتقاض. واستقامت الأندلس وسائر جهاتها في نيّف وعشرين سنة من أيامه. ودامت أيامه نحوا من خمسين سنة استفحل فيها ملك بني أمية بتلك النواحي، وهو أوّل من تسمّى بأمير المؤمنين عند ما تلاشى أمر الخلافة بالمشرق، واستبدّ موالي الترك على بني العبّاس، وبلغه أن المقتدر قتله مؤنس المظفّر مولاه سنة سبع


[١] بمعنى مستبدا برأيه
[٢] بمعنى فتك
[٣] سنح على الناس: أصابهم بشرّ
[٤] هكذا بالأصل ولم نهتد الى تصويب العبارة ولكن الضمير في أخيه يعود الى الأمير عبد الله لأن هشام بن محمد هو اخوه فكيف قتل هشام أمية بعد ذلك وهو الّذي بايع له؟.

<<  <  ج: ص:  >  >>