للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصاحبها أبو الحسن بن عكشان وللهدبانيّة قلعة إربل وأعمالها، وصاحبها أبو الحسن ابن موشك، [١] ونازعه أخوه أبو علي بن أربل فأخذها منه بإعانة ابن عكشان، وأسر أخاه أبا الحسن. وكان قراوش وأخوه زعيم الدولة أبو كامل مشغولين بالعراق فنكرا ذلك لمّا بلغهما. ورجعا إلى الموصل، فطلب قراوش من الحميديّ والهدبانيّ النجدة على نصير الدولة بن مروان، فجاء الحميدي بنفسه، وبعث الهدباني أخاه.

وأصلح قراوش ونصير الدولة. ثم قبض على عكشان وصالحه على إطلاق أبي الحسن ابن موشك، وامتنع أخوه أبو علي وكان عكشان عونا عليه، فأجاب ورهن في ذلك ولده. ثم أرسل أبا علي في ذلك الأمر، وحضر بالموصل ليسلّم أربل إلى أخيه أبي الحسن، وسلّم قراوش إليه قلاعه. وخرج ابن عكشان وأبو علي ليسلّما إربل إلى أبي الحسن بن موشك، فغدرا به وقبضا على أصحابه، وهرب هو إلى الموصل وتأكّدت الوحشة بينهما وبين قراوش.

[(خلع قراوش بأخيه أبي كامل ثم عوده)]

ثم وقعت الفتنة بين معتمد الدولة قراوش وأخيه زعيم الدولة أبي كامل، وكان سببها أنّ قريشا ابن أخيهما بدران فتن عمّه أبا كامل، وجمع عليه الجموع وأعانه عمّه الآخر. واستمدّ قراوش بنصير الدولة بن مروان فبعث إليه بابنه سليمان. وأمدّه الحسن ابن عكشان وغيرهما من الأكراد وساروا إلى معلابا [٢] فنهبوها وأحرقوها. ثم اقتتلوا في المحرّم سنة إحدى وأربعين يوما وثانيا، ووقفت الأكراد ناحية عن المصاف ولم يغشوا المجال. وتسلّل عن قراوش بعض جموعه من العرب إلى أخيه، وبلغه أنّ شيعة أخيه أبي كامل بالأنبار ووثبوا فيها وملكوها فضعف أمره، وأحس من نفسه الظهور عليه.

ولم يبرح فركب أخوه أبو كامل وقصد حلّته، فركب قراوش للقائه، وجاء به أبو كامل لحلّته ثم بعث به إلى الموصل ووكّل به. وملك أبو كامل الموصل واشتطّ عليه


[١] كذا بالأصل وفي الكامل ج ٩ ص ٥٤٩: «وكان للحميد به عدة حصون تجاور الموصل منها العقر وما قاربها، وللهذبانية قلعة إربل وأعمالها، وكان صاحب العقر حينئذ أبا الحسن بن عيسكان الحميديّ، وصاحب إربل ابو الحسن بن موسك الهذبانيّ» .
[٢] معلثايا: ابن الأثير ج ٩ ص ٥٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>